الاثنين، 10 أكتوبر 2016

حكاية اليهودي التائه الذي عاش سبع قرون


الحكايا و الأساطير الشعبية بما فيها تلك التي تأخذ الطابع الديني هي جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعوب و تكوينها النفسي، لذلك يمكن اعتبار حكاية اليهودي التائه التي شاعت في أوروبا العصور الوسطى نتاج تلك المرحلة التي سيطر فيها المقدس على الخيال الجماعي ، فابتكر حكاية رجل يهودي قيل أنه صفع يسوع في طريق الجلجلة خلال سيره نحو التلة التي صلب عليها، فكان عقابه التيه الأبدي و ذلك بأن يتجول حتى نهاية العالم في مختلف أصقاع الأرض يروي قصته و معاناته.
يعتقد البعض بأن قصة اليهودي التائه ليست قصة خيالية بل هي أعجوبة دينية ، و يستدلون على ذلك بشهادات موثقة لأشخاص يدعون أنهم قابلوه و تكلموا معه ، أولى تلك الشهادات سجلها سنة 1228 مؤرخ انكليزي قال بأنه قابل كاهنا أرمينياً ادعى بأنه التقى اليهودي التائه، في حين تعود آخر تلك الشهادات إلى سنة 1868 حين ادعى أحد أتباع الكنيسة المورمونية بأنه قابل اليهودي التائه في الولاياة المتحدة الأمريكية، ما يعني بأن أسطورة اليهودي التائه عاشت نحو سبع قرون. 
هذه القصة أثرت أيضاً في الخيال الشعبي و الأدبي، حيث اعتبرها البعض تعبيراً عن شتات الشعب اليهودي، في حين اعتبرها آخرون واحدة من القصص العديدة التي شاعت في أوروبا العصور الوسطى و التي كانت تندرج تحت خانة معاداة اليهود و اعتبارهم ملعونين و أصلاً لكل الشرور، كما ظهرت قصة اليهودي التائه بأشكال مختلفة في العديد من الكتب و الروايات و الأعمال الفنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق