الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

الكحول في صحف ومجلات زمان


حين تتصفح المجلات و الصحف العربية القديمة و بخاصة المصرية منها تلاحظ وجود الكثير من إعلانات الكحول التي كانت تحتل مساحات إعلانية واسعة قبل أن تختفي بشكل شبه تام بداية من أواخر الستينات، و هو أمر إن دل على شيء فهو يدل على أن المجتمع في ذلك الحين كان أكثر تسامحاً و انفتاحاً تجاه تعاطي الكحول و الاتجار بها مما هو عليه اليوم، خاصة أن الإعلان عن الكحول في العديد من البلدان العربية بات اليوم أمراً ممنوعاً ليس بحكم العرف الاجتماعي فحسب بل بحكم القانون أيضاً، ففي مصر مثلاً نصت المادتان الثالثة و الرابعة من القانون رقم 63 لسنة 1967 بشكل قاطع على منع النشر و الإعلان عن المنتجات الكحولية.

 "أنتيكا" تستعرض معكم بعض تلك الإعلانات التي باتت اليوم بحكم المنقرضة و التي جمعناها لكم من عدد من المطبوعات القديمة التي يعود تاريخ إصدارها إلى الفترة الواقعة ما بين عشرينيات و ستينيات القرن الماضي. 















شاهد أيضاً :

السبت، 26 نوفمبر 2016

حقائق لا تعرفها عن الفيلم الخالد ذهب مع الريح !



رغم مرور 77 عاماً على انتاجه ما يزال فيلم "ذهب مع الريح" واحداً من أهم و أفضل الأفلام في تاريخ السينما العالمية، و ما يزال متابعو الفيلم في كل أنحاء العالم يبدون إعجابهم بهذه التحفة الفنية الخالدة التي وثقت من خلال حكاية سكارليت أوهارا الفتاة الجنوبية الجميلة حقبة هامة من تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية و التي شهدت اندثار حضارة و ولادة أخرى من رحم الحرب الأهلية الطاحنة، "أنتيكا" تستعرض معكم بعضاً من الحقائق الطريفة و التي لا يعرفها كثيرون حول الفيلم و ظروف انتاجه :

- انتاج الفيلم رافقه الكثير من المشاكل فقد تم تغيير المخرج و إعادة كتابة السيناريو اكثر من مرة حتى أنه و عند نهاية الفيلم كان ست كتاب سناريو و ثلاث مخرجين قد شاركوا في إعداد النسخة النهائية من الفيلم.

- على عكس ما كان بادياً في الفيلم كانت فيفيان لي في الحقيقية تشعر بالنفور من قبلات كلارك جيبل لها، كان جيبل يرتدي أسناناً اصطناعية و كانت لي تكره رائحتها كثيراً ما جعلها تصرح لاحقاً : "تقبيل كلارك جيبل في ذهب مع الريح لم يكن ممتعاً لهذه الدرجة، رائحة طقم أسنانه كانت أمراً مروعاً ! ".

- كانت فيفيان لي تصور مشاهدها بسرعة و تطلب دائماً من المخرج تصوير مشاهد إضافية و ذلك لأن زوجها آنذاك الممثل لورانس أوليفييه لم يكن معها في هوليوود و كانت لي تشتاق له و تريد الانتهاء من تصوير الفيلم بأسرع ما يمكن حتى تعود إليه.

- الممثلة السمراء هاتي ماكدانيال التي لعبت دور مامي خادمة سكارليت كانت أول سمراء ترشح لنيل جائزة الأوسكار و تفوز بها، هاتي أدت دور الخادمة في عدة أفلام سينمائية أخرى و قد كانت تقول : "أفضل أن أمثل دور خادمة و أنال 700 دولاراً في الأسبوع على أن أكون خادمة و أنال 7 دولارات في اليوم".


- مشهد احتراق أتلانتا عند هجوم القوات الاتحادية كان المشهد الأكثر كلفة في الفيلم، من بين ما تم إحراقه في هذا المشهد مواد تعود إلى أفلام سابقة كفيلم "كنغ كونغ" الشهير الذي تم تصويره عام 1933.

- شخصية سكارليت أوهارا في الرواية كانت خضراء العينين في حين أن فيفيان لي كانت زرقاء العينين، في عام 1939 لم تكن العدسات اللاصقة معروفة بعد لذلك لجأ المخرج إلى الاكثار من الديكورات و الملابس الخضراء في المشاهد البعيدة و إلى استخدام فلاتر خاصة للكاميرا في اللقطات القريبة حتى يبدو لون عيني لي قريباً من الأخضر قدر الإمكان.

- الرواية التي أخذت عنها قصة الفيلم هي الرواية الأولى و الأخيرة لمؤلفتها مارغريت ميتشل (1900-1949) التي لم تكن كاتبة محترفة، لكن اصابتها بمرض أقعدها في المنزل جعلها تسري عن نفسها بتأليف عمل روائي ضخم تدور أحداثه خلال الحرب الأهلية الأمريكية، و قد استغرقت منها الرواية ست سنوات لإنهائها، و قد اعتبرت عند نشرها عام 1936 من أهم الأعمال الأدبية و أكثرها نجاحاً .


بالصور : محطات في حياة الزعيم الكوبي الراحل


ولد فيدل أليخاندرو كاسترو يوم 13 آب أغسطس 1926 في بلدة بيران في كوبا لأسرة برجوازية ذات أصول إسبانية تعمل بالزراعة

درس كاسترو القانون و تخرج من كلية الحقوق عام 1950 و خلال سنوات الدراسة اعتنق الأفكار الماركسية

في عام 1952 أسس كاسترو منظمة ثورية معارضة لحكم الديكتاتور العسكري الموالي للولاياة المتحدة الأمريكية باتيستا، و في عام 1953 قاد هجوماً فاشلاً على ثكنة للجيش ما أدى لاعتقاله مع عدد من أنصاره 

حكم على كاسترو بالسجن 15 عاماً لكن السلطات أطلقت سراحه عام 1955، حيث قرر أن يغادر كوبا و يواصل عمله الثوري من الخارج 

استقر كاسترو لفترة في المكسيك حيث أعاد لم شمل مجموعته الثورية كما تعرف هناك إلى الثائر الأرجنتيني أرنستو تشي غيفارا

في عام 1956 أبحر كاسترو سراً مع مجموعة صغيرة من رفاقه إلى كوبا و بدأ بشن حرب عصابات ضد قوات باتسيتا

مطلع العام 1959 نجحت قوات كاسترو في دخول العاصمة الكوبية هافانا في حين فر الجنرال باتستا خارج البلاد 

بعد نجاح الثورة عمل كاسترو على توطيد علاقة كوبا بالاتحاد السوفييتي في حين تدهورت العلاقة مع أميركا خاصة بعد قيام النظام الجديد بتأميم عدد من الشركات الأمريكية العاملة في الجزيرة 

في عام 1961 نظمت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية محاولة فاشلة لغزو كوبا حين قامت بتدريب و تسليح مقاتلين من المعارضة الكوبية ثم قامت بانزالهم على ساحل خليج الخنازير لكن الجيش الكوبي تصدى لهم و أفشل محاولة الغزو ما شكل فضيحة كبرى لحكومة الرئيس الأمريكي جون كندي و انتصاراً هاماً للنظام الشيوعي في كوبا 

في عام 1962 وقعت أزمة الصواريخ الكوبية حين اكتشفت طائرات تجسس أمريكية وجود منصات صواريخ نووية سوفييتية على الجزيرة قادرة على ضرب أهداف في عمق الأراضي الأمريكية، فرضت أميركا حصاراً بحرياً على كوبا و خيم على العالم شبح حرب نووية، في النهاية حلت الأزمة بقيام السوفييت بسحب صواريخهم من كوبا مقابل قيام أميركا بسحب صواريخها من تركيا 

في عام 1965 غادر صديق كاسترو و رفيق دربه غيفارا كوبا و تنازل عن جميع مناصبه الرسمية و عن جنسيته الكوبية و اتجه إلى بوليفيا ليقود ثورة جديدة فيها، لكن الجيش البوليفي بالتعاون مع المخابرات الأمريكية ألقى القبض عليه و أعدمه عام 1967 

 ناصرت كوبا في عهد كاسترو القضايا العربية و بخاصة القضية الفلسطينية و لم يقتصر دعمها على الجانب السياسي فقد قدمت أيضاً دعماً عسكرياً كبيراً لفصائل المقاومة حيث تلقى العديد من كوادر الكفاح المسلح تدريبهم في كوبا في حين قطعت كوبا تماماً علاقاتها الدبلوماسية مع كيان الاحتلال منذ عام 1973 و حتى يومنا هذا 

و رغم الحصار الأمريكي الخانق حققت كوبا انجازات عديدة في عهد كاسترو و خاصة في مجالي التعليم و الصحة حيث تتمتع كوبا بواحد من أفضل أنظمة الرعاية الصحية في العالم كما تعتبر من أعلى البلدان في العالم من حيث معدل التحصيل العلمي 

في عام 2008 تنازل كاسترو عن السلطة لشقيقه راوول بسبب وضعه الصحي المتردي، و يوم 25  تشرين الثاني نوفمبر 2016 أعلن عن وفاة كاسترو في العاصمة الكوبية هافانا عن 90 عاماً 


الاثنين، 21 نوفمبر 2016

في ذكرى ميلادها : بالصور محطات في حياة جارة القمر


تحتفل اليوم السيدة فيروز و يحتفل محبوها بعيد ميلادها، ألقاب كثيرة حملتها السيدة فهي جارة القمر و صاحبة الصوت الملائكي و سفيرتنا إلى النجوم، و مع هذه الألقاب حملت محبة الناس الذين تعلقوا بها و بأغانيها التي حملت همومهم و قضاياهم، "أنتيكا" تفتح ألبوم صور السيدة فيروز لتتذكر معكم أبرز المحطات في حياة جارة القمر :

ولدت فيروز و اسمها الحقيقي نهاد حداد في بيروت يوم 21 تشرين الثاني نوفمبر 1935 لعائلة بسيطة حيث كان والدها عامل مطبعة، و كانت نهاد الصغيرة تجلس دائماً إلى جوار الراديو تستمع لأغاني أم كلثوم و أسمهان و ليلى مراد التي كانت تبثها الإذاعة اللبنانية آنذاك 

في الأربعينات بدأت فيروز الغناء في كورال الإذاعة اللبنانية و قد أطلق عليها الملحن حليم الرومي مدير الإذاعة آنذاك اسم فيروز الذي عرفت به كما لحن لها أولى أغانيها، لكن الانطلاقة الحقيقية لفيروز كانت بلقائها بالأخوين عاصي و منصور الرحباني في بداية الخمسينات 

في عام 1954 تزوجت فيروز من عاصي الرحباني بعد قصة حب قصيرة ليطلقا معاً شراكة عائلة وفنية استمرت نحو ربع قرن 

شكلت مهرجانات بعلبك الدولية التي انطلقت عام 1956 محطة هامة لفيروز و الأخوين رحباني الذين قدموا على مدرج بعلبك الأثري أبرز مسرحياتهم الغنائية التي بدأت بمسرحية "أيام الحصاد" عام 1957 و تواصلت حتى توقف المهرجان عشية الحرب الأهلية اللبنانية 

قدمت فيروز في مسيرتها ثلاثة أفلام سينمائية فقط كان أولها "بياع الخواتم" عام 1964 المأخوذ عن المسرحية التي تحمل نفس الاسم، أما الفيلم الثاني فكان "سفر برلك" عام 1967، و الفيلم الثالث "بنت الحارس" عام 1968

غنت فيروز للوطن و الحب و الانسان، كما غنت لبيروت و دمشق و بغداد و عمان و الكويت و القاهرة، أما أغانيها لفلسطين فتعتبر من أجمل ما قدمت و قد تم تكريمها عام 1968 من قبل لجنة القدس الثقافية بمنحها مفتاح مدينة القدس 

على الصعيد العائلي رزقت فيروز بأربع أطفال هم الملحن و المؤلف المعروف زياد الرحباني الذي ولد عام 1956، و هالي الذي ولد عام 1958، ليال التي ولدت عام 1960 وتوفيت عام 1988، بالإضافة إلى المخرجة و الكاتبة ريما الرحباني التي ولدت عام 1965

في عام 1978 أدت الخلافات الحادة بين عاصي و فيروز إلى طلاقهما، و كان الطلاق فنياً أيضاً فلم تقدم فيروز أي مسرحية أخرى مع الأخوين رحباني بعد مسرحية بترا، و اتجهت إلى ملحنين جدد أمثال فيلمون وهبي و زكي ناصيف الذين قدما لها بعضاً من أجمل أغانيها

بدءاً من أواخر الثمانينات اقتصرت أعمال فيروز على ألحان ابنها زياد الرحباني الذي قدمت معه مجموعة من الألبومات الغنائية 


شاهد أيضاً :

الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

حين تلتقي الشهرة بالسياسة و الجنس : مشاهير لاقوا نهايات غامضة !




حين تلتقي الشهرة بالسياسة و الجنس يتكون مزيج متفجر قد يقذف بأصحابه إذا ما انفجر من علياء الشهرة و المجد إلى هاوية سحيقة لا قرار لها، هذا ما أثبتته قصص عدد من مشاهير الفن و المجتمع الذين غادروا عالمنا في حوادث غامضة وسط قصص و إشاعات لا نهاية لها عن علاقتهم بأهل السلطة و الحكم :

- أسمهان (1912-1944) : الأميرة آمال الأطرش من جبل العرب جنوب سوريا، جاءت إلى مصر مع أسرتها و هي صغيرة و احترفت الغناء و التمثيل، توفيت و هي في ريعان الشباب حين سقطت سيارتها في إحدى الترع ففارقت الحياة هي و صديقتها التي كانت ترافقها في حين اختفى السائق و لم يعثر له على اثر، اثيرت الكثير من القصص حول ملابسات وفاتها من أبرزها القصة التي رجحت تورط المخابرات البريطانية في عملية الاغتيال، تقول هذه الرواية أن أسمهان كانت تعمل لصالح المخابرات البريطانية خلال عملية تحرير سوريا من قوات المحور، لكن البريطانيين تخلوا عنها لاحقاً و باتوا يرون فيها خطراً عليهم خاصة أنها كانت مدمنة على الكحول و كثيرة الكلام فقرروا التخلص منها.

- كاميليا (1929-1950) : ممثلة مصرية من أصول أوروبية، توفيت في حادث تحطم طائرة و هي في الحادية و العشرين من عمرها، من بين القصص التي أثيرت حولها بأنها كانت على علاقة غرامية بالملك فاروق، كما قال البعض بأنها جاسوسة اسرائيلية و ذلك بسبب أصولها اليهودية و بأن حادث التحطم كان مدبراً من قبل المخابرات المصرية.

- مارلين مونرو (1926-1962) : ايقونة الإغراء في السينما الأمريكية، توفيت في ظروف غامضة فيما رجح بأنه حادث انتحار و كانت في السادسة و الثلاثين من عمرها، يعتقد بأنها كانت عشيقة الرئيس الأمريكي جون كندي، كما ثارت الكثير من الشائعات كذلك حول علاقتها بأخيه روبرت، لذلك يعتقد الكثيرون بأن وفاتها لم تكن بحادث انتحار و أن آل كندي هم من يقف خلف مقتلها.

- عمر خورشيد (1945-1981) : ممثل و عازف جيتار مصري، لقب بملك الجيتار، توفي في حادث سير غامض عام 1981، يعتقد البعض بأنه مقتله كان مدبراً على يد إحدى المنظمات الفدائية و ذلك بسبب قربه من الرئيس السادات و مرافقته له خلال توقيع اتفاقية كامب ديفيد، في حين تقول نظرية أخرى بأن السلطات المصرية هي من دبرت مقتله بسبب إشاعات حول علاقة غرامية ربطته بإحدى بنات السادات، في حين قالت نظرية ثالثة بأن صفوت الشريف أحد أركان الحزب الوطني الحاكم هو من دبر الحادث للانتقام من عمر خورشيد الذي كان قد تصدى له و حاول أن يوقفه عند حده بعد أن علم بمطادرته الدائمة للفنانة سعاد حسني و مضايقته لها. 

- الأميرة ديانا (1961-1997) : أميرة ويلز و الزوجة السابقة لولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، توفيت في حادث سير غامض مع صديقها المصري الأصل دودي الفايد في باريس و هي في السادسة و الثلاثين من عمرها، يعتقد بعض محبيها بأن العائلة المالكة البريطانية و بشكل خاص طليقها الأمير تشارلز هم من دبروا مقتلها و ذلك بسبب ارتباطها بعلاقة غرامية بشخص مسلم و من أصول عربية. 

- سعاد حسني (1943-2001) : سندريلا السينما العربية، توفيت نتيجة سقوطها من شرفة شقتها في لندن، قيل بأنها انتحرت في حين يرجح كثيرون أن تكون قد قتلت، من الروايات التي انتشرت حول حادث وفاتها بأن المخابرات المصرية هي من تقف وراء مقتلها، و ذلك لأن سعاد حسني كانت قد عملت لصالح المخابرات في وقت من الأوقات، و لذلك فقد كان يخشى أن تفصح عن كثير من الأسرار فيما لو قررت نشر مذكراتها.

شاهد أيضاً : 

الأحد، 6 نوفمبر 2016

النجوم يسعدوننا .. و يتألمون أيضاً !



يعتقد البعض بأن حياة نجوم الفن و السينما ما هي إلا سلسلة متصلة من مباهج الحياة لا يعرفون خلالها إلا الرفاهية و الأضواء، و الواقع بأن حياة الفنان و خاصة أولئك الفنانين الذين عاشوا ما قبل عصر الفضائيات و الانترنت و الشبكات الإعلامية الكبرى العابرة للحدود كانت من الصعوبة بمكان جعلت كثيرين منهم ينتهي بهم الأمر شبه مفلسين بعد أن كانوا في وقت من الأوقات مالئي الدنيا و شاغلي الناس، "أنتيكا" تستعرض معكم باختصار حكايات بعض من أبرز الفنانين الذين تصلح قصة حياة كل واحد منهم لتكون ميلودراما حزينة لا يقدر على تخيل وقائعها حتى أوسع كتاب السيناريو خيالاً :

- إسماعيل ياسين : من منا لم يضحك من قلبه و هو يشاهد أفلام اسماعيل ياسين أبو ضحكة جنان الذي ملأ مساءاتنا سعادة و بهجة، هذا الفنان الموهوب المبدع الذي رسم الضحكة على شفاه أجيال متلاحقة، كانت حياته سلسلة من المآسي التي جعلت منه خلف الكاميراً انساناً حزيناً عبوساً على عكس ما كان يظهر عليه على شاشة السينما و خشبة المسرح، ففي بداياته عاش اسماعيل ياسين حياة الفقر و التشرد و عانى كثيراً قبل أن يتمكن من دخول عالم الفن ليصبح دون منازع نجم الكوميديا الأول في مصر و العالم العربي، و رغم نجوميته الطاغية كانت الأقدار تترصد اسماعيل ياسين و كما بدأ فقيراً كتب عليه أن ينهي حياته فقيراً، ففي عام 1966 تراكمت عليه الضرائب و اضطر على اثرها أن يغلق مسرحه و أن يعود في أواخر أيامه للعمل كمونولوجست في النوادي الليلية حتى يتمكن من إعالة أسرته، و في عام 1972 توفي مغموراً وحيداً و قد انحسرت عنه الأضواء و لم يمش في جنازته سوى بضعة أشخاص.

- عبد السلام النابلسي : هو أحد أبرز نجوم الكوميديا في العصر الذهبي للسينما المصرية، قدم بكل بخفة دم دور الأرستقراطي الظريف، في الستينات و في عز نجوميته اضطر لمغادرة مصر بعد أن تراكمت عليه الضرائب و بات على شفير الافلاس، فاستقر في لبنان و معه ما تمكن من إنقاذه من ثروته، لكن سوء الحظ كان بانتظاره هناك أيضاً ففي عام 1966 أعلن بنك إنترا إفلاسه في قضية معروفة هزت الرأي العام اللبناني وقتها، و قد كان النابلسي واحدا ًمن عملاء هذا البنك فتبخرت أمواله بين ليلة و ضحاها و بات معدماً، ما اضطره للاستدانة من أصدقائه و خاصة صديق عمره الفنان فريد الأطرش ليسدد نفقات علاجه، و في عام 1968 توفي النابلسي بعيداً عن الأضواء و محاصراً بالديون و الأحزان.

- عبد الفتاح القصري : رغم أنه لم يلعب دور البطولة في أي من الأفلام التي شارك بها، إلا أنه تحول إلى واحدة من أيقونات الضحك في السينما المصرية و باتت إفيهاته علامات خالدة ما زال الناس يرددونها حتى يومنا هذا، حياته أشبه بمأساة إغريقية و بخاصة مشهد النهاية الذي اختتم واحدة من أغرب القصص و أكثرها حزناً و قسوة.
هو ابن لعائلة أرستقراطية و خريج مدارس فرنسية، لكن عشقه للفن جعله يتخلى عن كل هذا و يتجه للتمثيل، و بعد رحلة معاناة استطاع القصري أن يثبت موهبته في مسرح نجيب الريحاني، و بعد وفاة الريحاني انتقل للعمل مع اسماعيل ياسين، و خلال تقديمهما لإحدى المسرحيات أصيب القصري بالعمى المفاجئ و راح يصرخ و هو على الخشبة المسرح "مش شايف .. مش شايف"، و بعد الفحوصات تبين بأن القصري كان مصاباً بارتفاع حاد في السكر أدى لفقدانه البصر، لكن هذه لم تكن سوى بداية المأساة الكبرى في حياة القصري، فقبل إصابته بالعمى بفترة قصيرة كان القصري قد تزوج من فتاة تصغره بالسن، فما كان منها إلا أن طلبت الطلاق و حصلت عليه، لكنها لم تترك زوجها القصري بحاله فاستولت على ممتلكاته و ارتبطت بعلاقة عاطفية مع شاب كان القصري يعطف عليه و يعامله كابن له، و قامت بحبس زوجها السابق في غرفة صغيرة بمنزله في حين عاشت مع عشيقها في باقي المنزل، و كان القصري يدرك كل ما يدور حوله ما أدى لاصابته باكتئاب حاد فاقم من حالته المرضية، و لم تكتف طليقته بذلك بل كانت تستولي على الأموال التي كانت زملاؤه الفنانون يقدمونها لعلاجه و تنفقها على عشيقها، و في عام 1964 و بعد سنوات من المعاناة من آلام المرض و طعنات الخيانة توفي القصري غارقاً في كآبته و حزنه.

- سعاد حسني : السندريلا و أميرة الشاشة الفضية، شكل صعودها الفني في ستينات و سبعينات القرن الماضي و بخاصة بعد فيلمها الشهير "خلي بالك من زوزو" ظاهرة مدهشة فحققت من الشهرة و النجاح ما لم تحققه أي نجمة أخرى في تاريخ السينما المصرية حتى أن عشرات السيناريوهات كانت تنهال عليها باستمرار، لكن أواخر الثمانينات شهدت انحساراً في شهرتها ترافق مع إصابتها بالمرض، و في التسعينات غادرت مصر في صمت و راحت تتلقى العلاج في لندن، و خلال هذه الفترة تغير شكل السندريلاً كثيراً فازداد وزنها و تغيرت ملامح وجهها بفعل الكورتيزون، فلم يتعرف عليها الكثير من زملاء الفن و من المعجبين حين صادفوها في عاصمة الضباب، و زاد من أحزانها قطع الدولة لتكاليف العلاج عنها، و كذلك ما راحت تنشره الصحافة المصرية من نمائم تمس كرامتها و سمعتها، حتى أن إحدى المجلات المعروفة نشرت عنواناً مفاده أن سعاد حسني تتسول في لندن، فآلمها هذا و أدخلها في حالة من الإكتئاب، و في عام 2001 توفيت السندريلا في ظروف غامضة بعد أن سقطت من شرفة منزلها في لندن، و ما زال سر هذا الحادث مثار جدل حتى يومنا هذا بين من يقولون بانتحارها و بين من يتنبون نظرية مفادها بأنها قتلت على يد أحد أجهزة المخابرات.