‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثراء. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثراء. إظهار كافة الرسائل

السبت، 5 ديسمبر 2020

هل كان عبد الوهاب بخيلاً ؟

 


"إن الموسيقار محمد عبد الوهاب مشهور بالبخل، وهو هنا يفسر أسباب هذه الشهرة، ويرد هل السؤال التالي : هل هو بخيل حقاً؟"

في الواقع أن حكاية وصفي بالبخل بدأت كما تبدأ الإشاعات، والإشاعة لا تحتاج لمن يثبتها، ولكن تحتاج إلى من يرددها فتصبح في حكم الحقيقة ! 

ومصدر هذه الإشاعة لا يزال مجهولاً لدي، وإن كنت أعتقد أن مروجها هو صديقي الأستاذ توفيق الحكيم، وتوفيق هو في الحقيقة أبخل فنان، أو بعبارة أدق "أفن بخيل" .. أعني أنه يتفنن في البخل أو يجعل من البخل فناً ! 

ولست بعد هذا أنكر أن للإشاعة نصيباً أو ظلاً من الصحة، إذا اعتبر الناس أن الدقة أو الحرص يدخلان في باب البخل!

فأنا لست بخيلاً ويشهد بذلك كل أصدقائي، وخصوصاً توفيق الحكيم، الفيلسوف الضعيف الذاكرة، الذي يعرف الناس جميعأً ضعف ذاكرته، ويروون عنها الروايات والأساطير. 

إن الفيلسوف "الناسي" قد نسي مثلاً أيام كنت أدعوه للغداء أو للعشاء .. بل لقد نسي أيام أن كان يدعوني هو  للغداء أو للعشاء .. ثم يتضح عند دفع الحساب أنه "نسي" حافظة نقوده في البيت، وأضطر أنا طبعاً إلى إصلاح ما أفسدته ذاكرته الضعيفة، ومعدته القوية ! 

والواقع أنني حريص ودقيق .. وهذه صفات لا دخل للمسائل المادية فيها، وإنما هي مسألة تتصل بطبيعتي التي تدعوني إلى دراسة الأرض قبل أن أضع قدمي عليها!

وكثيرون يعتقدون في صحة هذه الإشاعة بسبب حرصي على الخروج من البيت بلا نقود! 

وليس هذا الحرص ناتجاً عن البخل، ولكن ذلك لأنني لا أقيم وزناً للنفقات الصغيرة التي ربما تشغلني عما هو أهم. 

وفي كثير من الأحيان أخرج من البيت بلا نقود، ثم أنسى أن سيارتي غير موجودة، وأضطر إلى ركوب سيارة أجرة، وهنالك أترك لأي صديق دفع أجرة الركوب. 

وربما يدل هذا على عدم حرصي، ولكنه لا يدل على البخل إطلاقاً، لأن البخيل في هذه الحالة يسير على قدميه ويوفر أجرة التاكسي! 

والناس دائماً يعتقدون أن ثروتي تسمح لي بأن أعيش مثل المرحوم آغا خان، فأمضي الربيع في قصر بباريس، وأمضي الصيف في فيلا على الريفييرا، وأشتري طائرة خاصة، وأضع نفسي في كفة، وثروتي في كفة أخرى محولة إلى ماس وزمرد وياقوت.

وهؤلاء "مغشوشون"، فأنا فقير جداً بالقياس إلى نظرة هؤلاء الناس لثروتي .. وأنا مبذر جداً بالقياس إلى مستوى معيشتي!

وذاكرتي أنا الآخر تخونني في بعض الأحيان، فيعتقد الناس أنني أتعمد النسيان لمآرب أخرى. فقد يحدث أن أقترض من صديق جنيهاً أو جنيهين بسبب عدم وجود فكة في جيبي، وقد أنسى أن أرد هذا القرض. وعندئذ يقال عني أنني تعمدت ألا يكون معي فكة، وتعمدت أن أنسى أنني اقترضت ! ولكن صدقوني أن أحداً من أصدقائي المقرضين، لا ينسى أبداً ما أقرضني إياه، وإذا نسى .. فربما ينسى الرقم الحقيقي ويتذكر رقماً أعلى .. معتمداً على نسياني! 

وفي بعض الأحيان أمتنع عن إعطاء منادي السيارات مثلاً أي شيء، فيعتقد الناس أنني بخلت عليه! ولكن الحقيقة أنني عندما أفعل ذلك، فإنما أفعله لأسباب .. 

من هذه الأسباب أنني أخجل من إعطاءه مبلغاً لا يتناسب مع فكرته عني .. فلا بد إذا أعطيته شيئاً، ألا يقل هذا الشيء عن خمسين قرشاً مثلاً. فإذا ما تكرر هذا الأمر مع المنادين جميعاً، وهم بحمد الله يقفون لك في كل خطوة .. فماذا تكون النتيجة؟

لهذا فأنا أعطي مرة، و"أخجل" بضع مرات .. وأحياناً أنسى .. أو لا يكون معي فكة! أما البخل فلم يخطر لي على بال! 

وأصدقائي الذين يعرفونني جيداً، لا يصدقون عني هذه الإشاعة، وإنما يعرفون عني الحرص والدقة في كل شيء، وإذا كنت قد حرصت على ثروتي المتواضعة من أن تتبعثر فيما لا طائل من ورائه، فذلك لأنني أشعر بأنني مدين بها كلها لأولادي، وأنني يجب أن أكون أميناً عليها من أجلهم. 

ويظهر أن "العفاريت" قد عرفوا أنها "فلوسهم" ولذلك أخذوا "يبعزقون" هنا وهناك بغير دقة ولا حرص.. لقد أنفق "الشقي" أحمد في يوم واحد جنيهاً كاملاً، ودهشت، فناديته وسألته : قوللي يا واد بصراحة .. انت تجوزت !! 


مجلة "الكواكب" العدد 324 الصادر بتاريخ 15 تشرين الأول أكتوبر 1957


شاهد أيضاً : 

الأربعاء، 4 أبريل 2018

شاهد الحياة في عراق الخمسينات !


 درس ألعاب في ثانوية العقيدة للبنات ببغداد 

من أرشيف مؤسسة "باثي نيوز" البريطانية العريقة المنشور على قناتها الرسمية على موقع يوتيوب، فيلم قصير عن العراق في خمسينات القرن الماضي مدته نحو 19 دقيقة، الفيلم بالألوان الطبيعية وقد تم تصويره كما هو واضح من محتواه خلال العهد الملكي (ما قبل تموز - يوليو 1958)، يحتوي الفيلم على صور نادرة للعاصمة بغداد ومدينة البصرة الجنوبية ومنطقة الأهوار، وكذلك لمناطق الكرد العراقيين في الشمال، وينوه الفيلم بوسائل النقل الحديثة التي باتت متوفرة في العراق من طائرات وقطارات وحافلات، وكذلك يشير الفيلم إلى الثروة التي حققتها البلاد بفضل البترول، والتي تقوم باستثمارها في تطوير البلاد وتحسين شروط الحياة فيها. 

كما احتوى الفيلم لقطات من حفل تنصيب الملك فيصل الثاني عام 1953، ولقطات من مدارس بغداد وكلياتها الجامعية، كما نوه إلى الوضع المميز التي باتت تحتله المرأة العراقية حيث نالت حق التعليم وبدأت تتحرر من قيود العادات والتقاليد التي فرضها عليها المجتمع في الماضي. 






  









شاهد أيضاً :

الاثنين، 22 مايو 2017

قصة بيتي جراهام المدهشة : المرأة التي علمتنا كيف نصحح أخطائنا !




الطرد من العمل قد لا يكون أمراً سيئاً بالضرورة، بل إنه قد يكون محفزاً للإنسان على اتخاذ خطوات هامة على طريق الثروة و الشهرة و النجاح، و هذا ما حصل مع بطلة قصتنا لهذا اليوم.

ولدت بيتي نيسمث جراهام عام 1924 في دالاس بولاية تكساس الأمريكية، و في عام 1941 تزوجت و أنجبت طفلاً، ثم انفصلت لاحقاً عن زوجها عام 1946، لتجد نفسها وحيدة و مسؤوولة عن طفل، ما اضطرها أن تتخلى عن حلمها بأن تصبح فنانة، فوجدت عملاً كسكرتيرة، في حين ظلت تمارس الرسم و التلوين في أوقات فراغها.

و خلال عملها كسكرتيرة تنفيذية في بنك "تكساس تراست" تعرفت بيتي إلى الآلة الكاتبة، و رغم أن هذا الاختراع قد مكن الموظفين من الكتابة بطريقة أسرع، لكن كانت هناك مشكلة كبيرة، و هي أنه عندما تحدث أخطاء في الكتابة لم يكن أمام الموظف سوى أن يعيد كتابة الصفحة كاملة، وكان هذا أكثر ما يزعج بيتي وزميلاتها من السكرتيرات.

كانت بيتي سعيدة بعملها، لكن هفوات الطباعة كانت تستهلك قسطاً كبيراً من وقتها، و تحرمها من قضاء الوقت مع ابنها الصغير، هذا الأمر جعلها تبدأ بالتفكير في حيلة فنية تساعدها على تصحيح أخطاء الكتابة دون أن تضطر لإعادة طباعة الصفحة كاملة، هنا تذكرت بيتي أن الفنانين لا يمسحون أخطاءهم، بل يرسمون عليها، و كثيراً ما يلجأون للرسم على الأقمشة و الملابس لإخفاء عيوبها، فقالت في نفسها : لماذا لا أفعل الشيء نفسه ؟

هكذا عادت بيتي إلى مطبخها، حيث قامت بخلط بعض الماء الساخن مع طلاء بلون مناسب للورق، و وضعت الخليط في زجاجة، ثم أخذت فرشاة الألوان المائية الدقيقة معها إلى المكتب، حيث بدأت في استخدام هذا الخليط الذي ابتكرته في تصحيح الأخطاء، ومر وقت طويل، دون أن يلاحظ مديرها الأمر، و حين علمت صديقاتها السكرتيرات بذلك السائل العجيب، طلبن منها أن تمدهن بعبوات منه، فعادت إلى مطبخها، و صنعت المزيد منه و عبأته  في زجاجات خضراء اللون، وكتبت عليها عبارة "مزيل الأخطاء"، وتدريجياً راحت كل سكرتيرات المبنى الذي كانت تعمل فيه يستخدمن السائل، الذي ظلت تقدمه لهن مجاناً لفترة طويلة.

أسست بيتي من منزلها شركة "مزيل الأخطاء"، والتي أسمتها لاحقاً " الورق السائل"، و تحول مطبخها إلى مختبر تقوم فيه باختبار و تحسين المنتج، فجربت تغيير نسب المكونات، و درجة حرارة الماء، و زمن الخلط، و نوع الطلاء المستخدم، و علاوة على هذا قامت باستشارة  معلم الكيمياء الذي كان يدرس ابنها، حتى نجحت في الوصول أخيراً إلى المزيج المثالي، وفى عام 1958، حصلت على براءة اختراع وعلامة تجارية لمنتجها، وعمل ابنها و بعض أصدقائه في تعبئة الزجاجات و تجهيزها للبيع، لكنها رغم كل هذا لم تحقق أموالاً طائلة حيث ظلت مبيعاتها محدودة. 

و في أحد الأيام، اكتشف مديرها خطأ نسيت أن تقوم بإصلاحه، فطردها من العمل، و رب ضارة نافعة، فأخيراً أصبح لديها ما يكفي من الوقت للاهتمام بشركتها الخاصة، التي راحت تنمو بسرعة مذهلة، فتعاقدت مع عدد من العاملين بدوام جزئي، وبدأ المنتج ينتشر داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، وزادت المبيعات بصورة مضطردة، ما دفعها  لتعيين موظفين دائمين، و في في عام 1968 انتقلت الشركة إلى مقر خاص في دالاس، واشتمل المقر الجديد على مصنع متطور يقوم على تشغيله 19 عاملاً، و بلغ رأسمال الشركة آنذاك مليون دولار أمريكي، وباعت في هذا العام وحده نحو مليون زجاجة.

و مع مرور السنوات ازدهرت الشركة، وبحلول عام 1975، كان المنتج يوزع في 30 بلداً حول العالم، و انتقلت الشركة إلى مقر أكبر، وزاد الانتاج بشكل كبير حتى وصل لنحو 500 مليون عبوة سنوياً، وبلغ صافى أرباح الشركة لسنة 1976 وحدها 1.5 مليون دولار أمريكي، و في عام 1979 باعت بيتي الشركة لمجموعة "جيليت" المعروفة بمبلغ قدره 47.5 مليون دولار.

استخدمت بيتي جزءاً كبيراً من ثروتها في إقامة مؤسستين لطالما حلمت بهما، الأولى هدفها تقديم الدعم والمشورة وفرص التدريب و المنح الدراسية للنساء و بخاصة المعيلات منهن، و الثانية لرعاية الفنون، ولا تزال المؤسستان قائمتين حتى يومنا هذا.

وفى عام 1980، رحلت بيتي نيسمث جراهام عن  56 عاماُ، بعد أن أمضت حياة اعتمدت فيها على نفسها و لم تنتظر المساعدة من أحد، و كانت كما وصفت نفسها ذات يوم : "نسوية أرادت الحرية لنفسها وللجميع"، فعلمتنا كيف نصحح أخطائنا، و نحول فشلنا إلى نجاح. 


بيتي جراهام مع ابنها مايكل الذي أصبح عازف كمان معروف 


شاهد أيضاً : 

الخميس، 9 مارس 2017

النصاب الذي باع برج ايفل و احتال على آل كابوني !




هل شاهدت فيلم "العتبة الخضراء" الذي يلعب فيه أحمد مظهر دور نصاب يقوم ببيع ميدان العتبة الخضراء بالقاهرة لقروي ساذج لعب دوره اسماعيل ياسين ؟  حسناً، إن واقعة مشابهة قد حدثت بالفعل في فرنسا مطلع القرن العشرين حين قام نصاب يدعى فكتور لوستيج ببيع برج إيفل كخردة لأحد المقاولين و إليكم التفاصيل .. 

ولد فيكتور لوستيج عام 1890 في بلدة صغيرة تابعة للامبراطورية النمساوية المجرية آنذاك، و في سن مبكرة برزت مواهبه في النصب و الاحتيال  فاتجه غرباً حيث اتخذ من البواخر التي كانت تسافر عبر المحيط الأطلسي بين فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية مسرحأً لنشاطه مستفيداً من أناقته الأرستقراطية و إتقانه لعدة لغات حيث كان يقوم بخداع المسافرين الأثرياء والاستيلاء على أموالهم بطرق مختلفة من بينها بيعهم ماكينة مزيفة لطباعة أوراق البنكنوت، في البداية كانت الماكينة تقوم بطباعة أوراق حقيقة من فئة المئة الدولار بمعدل ورقة واحدة كل ست ساعات، لكن الماكينة كانت تتوقف عن الطباعة بعد يوم أو يومين، حينها يكتشف الزبون الذي دفع نحو 30 ألف دولار ثمناً للماكينة أنه تعرض لعملية نصب ! 


نموذج عن الماكينة التي كان لوستيج يقوم ببيعها للمسافرين

في العشرينات من القرن الماضي قرر لوستيج الاستقرار في باريس حيث قام بتبذير الثروة التي جمعها من عمليات النصب السابقة، لذلك راح يبحث عن عملية نصب جديدة تدر عليه مبلغاً كبيراً من المال، و حين كان جالساً في أحد مقاهي باريس في يوم ربيعي من عام 1925 قرأ لوستيج مقالاً عن الصعوبات المادية التي تواجهها الحكومة الفرنسية لصيانة برج ايفل و المحافظة عليه، هنا لمعت في رأس لوستيج فكرة مبتكرة شرع في تنفيذها فوراً.

أرسل لوستيج رسائل تحتوي توقيعات و أختاماً رسمية مزورة إلى ستة من أشهر تجار الخردة في باريس يدعوهم فيها إلى اجتماع سري و عاجل في أحد أشهر فنادق باريس الفخمة، و خلال الاجتماع ادعى لوستيج أنه موظف حكومي رفيع المستوى مكلف بمهمة فائقة السرية، ألا و هي العثور على شار لبرج ايفل، ذلك أن الحكومة لم تعد تستطيع تحمل نفقات صيانته و قد قررت بيعه كخردة ! و لعل ما ساعد على نجاح خدعة لوستيج أن برج ايفل لم يكن يتمتع في عام 1925 بنفس المكانة المعنوية التي يتمتع بها في يومنا هذا، خاصة أن البرج كان قد أقيم بمناسبة المعرض العالمي عام 1889، و قد ظهرت العديد من الأصوات التي طالبت بإزالته بعد انتهاء المعرض كونه لا يتناسب مع الطراز العمراني للمدينة.

قام لوستيج باصطحاب التجار في سيارة فارهة مستأجرة إلى جولة في البرج لمعاينة أطنان الحديد التي سوف يقومون بشرائها، و لم ينس تذكيرهم أن القضية من أسرار الدولة التي لا يجوز لأحد منهم أن يبوح بها لأي شخص، و ضرب لهم موعداً في اليوم التالي لتسليم عروض الأسعار. 


النصاب فيكور لوستيج 

لوستيج لاحظ أن واحداً من التجار و يدعى أندريه بوسون كان الأكثر حماساً للموضوع، لذلك فقد قرر ترتيب موعد معه، و خلال الموعد طلب لوستيج من بوسون رشوة لترتيب فوزه بمناقصة شراء برج ايفل، و بالفعل قام بوسون برهن مبنى فخم كان يملكه حتى يتمكن من دفع الرشوة المطلوبة على أمل الفوز بشرف شراء برج ايفل، لكن لوستيج فر من باريس بمجرد حصوله على النقود أما بوسون فقد اطمأن إلى أن المناقصة من نصيبه، لكن زوجته شكت في الأمر و دفعته للذهاب إلى الشرطة الذين  كان ردهم السخرية منه على سذاجته و غباءه المذهلين ! و هنا اكتشف بوسون أنه كان ضحية عملية نصب متقنة لكنه لم يجرؤ على إثارة الموضوع أكثر من ذلك خشية على سمعته و مكانته. 

بعد شهر واحد قضاه في فيينا عاد لوستيج إلى باريس مجدداً حيث دعا ست تجار خردة آخرين و حاول تكرار الخدعة معهم، لكن أحدهم اشتبه بالأمر و قام بتبليغ الشرطة التي لم تتمكن من القبض على لوستيج الذي فر من باريس مجدداً، و لكن هذه المرة إلى الولايات المتحدة، و هناك عاد لوستيج إلى عمليات النصب و لكن على نطاق أوسع، حتى أن واحداً من ضحاياه كان آل كابوني زعيم المافيا الشهير !، و بعد 10 سنوات من النشاط ألقت الشرطة الفيدرالية عام 1935 القبض على لوستيج إثر وشاية من عشيقته التي اكتشفت بأنه يخونها مع أخرى فقررت الانتقام منه و الإبلاغ عنه للشرطة، و في السجن يحكى أن لوستيج كان يعلق بالقرب من سريره بطاقة بريدية عليها صورة لبرج ايفل مكتوب عليها عبارة "بيع بمبلغ مئة ألف فرنك". 

شاهد أيضاً : 

الأحد، 5 مارس 2017

من فظائع الإستعمار المنسية : حدائق حيوانات بشرية في عواصم أوروبا !



جرائم الاستعمار الغربي في العصر الحديث في بلدان آسيا و أفريقيا و أميركا الجنوبية و الوسطى أكثر من تعد و تحصى بدءاً من نهب ثروات البلدان المستعمرة وصولاً إلى استغلال السكان بشتى السبل بما فيها تلك الأكثر إذلالاً وامتهاناً لكرامتهم الانسانية.

من صفحات الإستعمار المنسية ما كان يسمى بالمعارض الاستعمارية، و هي معارض كانت تقام بشكل منتظم في أميركا وبعض العواصم الأوروبية ما بين منتصف القرن التاسع عشر و حتى ثلاثينات القرن العشرين لتستعرض فيها كل بلد عظمة إمبراطوريتها الإستعمارية و ما تحتويها من أمم و شعوب، و كان يشارك في تلك المعارض رجال و نساء و أطفال من أبناء الشعوب المستعمرة، حيث يعرضون غالباً خلف سياج حديدي كالذي يكون مخصصاً عادة للحيوانات، و كانوا يجبرون على الظهور شبه عراة و أداء رقصات بدائية لترسيخ الصورة النمطية التي كانت رائجة آنذاك لدى الرجل الأبيض حول الشعوب المستعمرة التي كان ينظر إليها غالباً باعتبارها شعوباً بربرية متوحشة و غير متحضرة، ما كان يبرر استغلالها و معاملتها دون أي مراعاة لإنسانيتها، وأحياناً كان يتم نقل بعض هؤلاء بعد انتهاء المعرض إلى حدائق الحيوانات ليتم عرضهم هناك بشكل دائم جنباً إلى جنب مع الحيوانات والمخلوقات النادرة ! 

الآلاف من أبناء المستعمرات ممن شاركوا في هذه المعارض ماتوا بسبب تعرضهم لتغيرات الطقس، أو من المرض أو سوء المعاملة، و كثيرون منهم خدعوا حول سبب المجيء بهم إلى أوروبا حيث كانوا يوهمون بأنهم قادمون للعمل في مشاريع صناعية أو عمرانية قبل أن يتم إجبارهم على الإشتراك في هذه المعارض الإستعمارية.

اليوم يطلق المؤرخون على المعارض الاستعمارية إسم حدائق الحيوانات البشرية، وقد صدرت كتب ودراسات عديدة حول تلك المعارض وما رافقها من ممارسات غير انسانية،  في حين يحاول الغربيون طمس تلك الحقبة ومحوها من ذاكرتهم باعتبارها وصمة عار في تاريخهم. 

واحد من أكبر المعارض الإستعمارية في القرن العشرين هو ذلك الذي أقيم في باريس عام 1931 حيث استضافت الحديقة الإستوائية في العاصمة الفرنسية المعرض لمدة ستة أشهر زاره خلالها ملايين الزوار جاؤوا من كل أنحاء أوروبا باستثناء الإتحاد السوفييتي الذي كان النظام الإشتراكي فيه يستهجن مثل هذا السلوك و يعتبره دليلاً على إجرام الإمبريالية الإستعمارية و توحشها، احتوى معرض باريس نماذج و ديكورات ضخمة لمباني معروفة في كمبوديا و فيتنام و مالي و السنغال وتونس والجزائر و غيرها من المستعمرات الفرنسية، كما عرض فيه أيضاً آلاف من أبناء هذه المستعمرات من بينهم نساء أجبرن على الظهور أمام الجمهور عاريات الصدر. 

خلال الحرب العالمية الثانية توقفت المعارض الإستعمارية و بعد الحرب أقيمت بعض هذه المعارض في بلجيكا بشكل خاص، قبل أن تتوقف بدءاً من أواخر الخمسينات مع تراجع الاستعمار بشكله القديم وتحرر معظم الشعوب المستعمرة ونيلها استقلالها، هكذا أصبحت هذه المعارض جزءاً من الماضي، و إن بقيت بعض صورها تتكرر حتى يومنا هذا بأشكال و طرق أخرى.




شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 21 فبراير 2017

ملوك و حكام من نعيم السلطة إلى جحيم النهايات المأساوية !


ملكة فرنسا ماري أنطوانيت في طريقها إلى المقصلة

الدخول إلى جنة السياسة و السلطة ليس كالخروج منها خاصة في أنظمة الحكم التي لا تعترف بالتداول السلمي للسلطة أو التي تشهد ثورات داخلية أو غزوات عسكرية خارجية تفضي لتغيير الحاكم بالقوة، حكام كانوا ملوكاً أو حكموا كالملوك لكنهم لاقوا نهايات مأساوية ما بين إذلال علني وسجن وقتل لهم و لأفراد عائلاتهم، نستعرض لكم فيما يلي قصص بعض من أبرزهم :


1. لويس السادس عشر و ماري أنطوانيت 

لوحة تمثل إعدام لويس السادس عشر بالمقصلة في ساحة الكونكورد بباريس 

كانت فرنسا في القرن الثامن عشر من أقوى الدول وأثراها في أوروبا و العالم و كان قاطن قصر فرساي الملكي الشهير في ضواحي باريس يحكم ملايين البشر داخل فرنسا و في مستعمراتها المترامية الأطراف، لكن هذا كله لم يحم الملك لويس السادس عشر و زوجته ماري أنطوانيت من ثورة شعبية عارمة اندلعت عام 1789 بسبب تردي الأوضاع المعيشية للشعب الفرنسي من جهة و تأثير أفكار عصر التنوير من جهة أخرى حيث لم يعد كثير من الناس يتقبلون فكرة الملكية المطلقة و الحق الإلهي في الحكم التي كانت تقوم عليها ملكيات أوروبا آنذاك، هذه الثورة أسقطت الملك و زوجته المترفة من عليائهما فانتقلا من سكنى القصور إلى زنزانة حقيرة اقتيدا إليها وسط إهانات الثوار واحتقارهم، لهم قبل أن يتم سوقهم إلى المقصلة في ميدان الكونكورد في باريس عام 1793 في حضور الآلاف من سكان العاصمة الذين هللوا للإعدام، أما ولي العهد الطفل لويس السابع عشر فقد مات في السجن عام 1795 و هو بعد في العاشرة من عمره بعد إصابته بمرض السل و بسبب إهمال سجانيه له. 


2. نيكولا الثاني و أسرته 

القيصر نيكولا الثاني مع أسرته 

حكم آل رومانوف الإمبراطورية الروسية المترامية الأطراف لنحو ثلاث قرون من الزمن، و مطلع القرن العشرين كان القيصر نيكولا يحكم نحو 23 مليون كيلو متر مربع من الأراضي و 180 مليوناً من البشر،  لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى و الهزائم التي تتالت على الجيش الروسي على الجبهة أدت لاشتعال البلاد بثورة شعبية عام 1917 سرعان ما استغلها البلاشفة لصالحهم خاصة بعد عودة قائدهم لينين إلى البلاد، فاعتقل القيصر مع عائلته و أرسلوا إلى المنفى في سيبيريا و من بعدها إلى بلدة قرب جبال الأورال، و في عام 1918 خشي البلاشفة أن ينجح أنصار القيصر في تحريره و إعادته للعرش فتم إعدامه رمياً بالرصاص مع زوجته ألكسندرا و بناته الأربعة و ابنه الوحيد و ولي عهده الطفل ألكسي وتم  دفنهم جميعاً في الغابة القريبة من الكوخ الذي كانوا يعيشون فيه حيث ظلوا راقدين هناك لعقود طويلة حتى تم انتشال ما تبقى من جثامينهم و نقلها إلى كنيسة في سان بطرسبورغ بعد انهيار الإتحاد السوفييتي. 


3. موسوليني 

حكم الدوتشي بنتو موسوليني و حزبه الفاشي إيطاليا بيد من حديد منذ بداية العشرينات من القرن الماضي و وعد شعبه بإعادة مجد روما القديمة، و بالفعل فقد حقق موسوليني العديد من الإنجازات الإقتصادية و السياسية و العمرانية كما وسع إمبراطورية إيطاليا الإستعمارية في أفريقيا، و قد كان من الممكن أن يتذكر الإيطاليون موسوليني كحاكم قوي و صالح لولا تورطه في التحالف مع المانيا النازية، فقد دخل الجيش الإيطالي الحرب دون أن يكون جاهزاً لها فتوالت هزائمه ما أدى لتدخل الألمان و احتلالهم شمال إيطاليا ما ولد نقمة شعبية عارمة ضد موسوليني غذاها خصومه الشيوعيون، و مع تقدم قوات الحلفاء عام 1945 حاول "الدوتشي" الفرار متنكراً مع عشيقته لكن قوات المقاومة الشعبية التي كان يسيطر عليها  الشيوعيون ألقت القبض عليه و أعدمته  رمياً بالرصاص و قامت بعرض جثته و جثة عشيقته كلارا بياتشي و عدد من أعوانه في ساحة عامة في ميلانو معلقة رأساً على عقب في حين تجمعت الجماهير و راحت تشتمهم و تبصق عليهم، هذه النهاية المروعة لموسوليني أرعبت حليفه هتلر الذي خاف أن يتعرض لنفس النهاية بعد دخول الحلفاء إلى برلين فقرر الانتحار و أمر حراسه المخلصين أن يحرقوا جثته و جثة زوجته إيفا براون حتى لا يستطيع الحلفاء التنكيل بها أو عرضها على العامة كما حصل لموسوليني. 

4. الملك فيصل الثاني و عبد الإله و نوري السعيد 

في عام 1958 شهد العراق انقلاباً عسكرياً قاده ضباط قوميون و يساريون ضد حكم الأسرة الهاشمية أطلق عليه إسم ثورة 14 تموز يوليو، قام الجيش صبيحة الإنقلاب بإقتحام مقر إقامة الملك فيصل الثاني في قصر الرحاب حيث قام الجنود بقتل الملك و خاله الأمير عبد الإله و أفراد من العائلة المالكة، أما نوري السعيد باشا رئيس الحكومة و رجل النظام القوي فقد حاول الفرار من منزله بعد سماعه خبر الإنقلاب لكن أفراد مفرزة أمنية اكتشفوا أمره و قاموا بقتله، لكن القصة لم تنته هنا فبعد دفن نوري السعيد و عبد الإله بوقت قصير قامت الجماهير الغاضبة بنبش قبورهم و سحل جثثهم في شوارع بغداد، و قد كان الرجلان مكروهين من أفراد الشعب العراقي بسبب علاقتهم مع الإنكليز و دورهم في إحباط ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 و كذلك بسبب الشبهات التي دارت حول علاقتهما بوفاة الملك غازي الذي قتل عام 1939 في حادث سيارة يعتقد البعض أنه كان مدبراً.

5. نيكولاي شاوشيسكو

 شاوشيسكو و زوجته

حكم نيكولاي شاوشيسكو رومانيا  لنحو ربع قرن بصفته رئيساً للدولة و أميناً عاماً للحزب الشيوعي الحاكم و قد كان في بداية حكمه محبوباً من الشعب الروماني بسبب انتقاده لموسكو و انتهاجه لسياسات متمايزة عن حلف وارسو، كما نجح في إقامة علاقات جيدة مع بعض الدول الغربية كبريطانيا و فرنسا، لكن سوء الأحوال الإقتصادية و انهيار الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية أدى لقيام انتفاضة شعبية في رومانيا عام 1989 بدأت حين كان شاوشيسكو يلقي كلمة في جمع من المواطنين الذين راحوا يقاطعونه منادين بسقوطه ما أدى لانسحاب شاوشيسكو و قيام التلفزيون الرسمي بقطع البث، بعدها سارت المظاهرات في الشوارع و أيد الجيش الإنتفاضة و ألقي القبض على شاوشيسكو و زوجته و أعدموا رمياً بالرصاص بصورة مهينة أمام كاميرات التلفزيون بعد محاكمة صورية سريعة. 


6. محمد نجيب الله 


أصبح الدكتور محمد نجيب الله رئيساً لأفغانستان عام 1987 في وقت كانت البلاد تعاني من ويلات الحرب الأهلية بين النظام الشيوعي المدعوم من السوفييت و قوات المجاهدين المدعومة من الغرب و الجارة باكستان، في عام 1989 انسحبت القوات السوفييتية من أفغانستان تحت وطأة الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدتها و في عام 1992 استقال نجيب الله من منصبه و لجأ إلى مقر الأمم المتحدة في كابول حيث ظل محتجزاً هناك أربع سنوات بسبب رفض المجاهدين السماح له بمغادرة البلاد، في عام 1996 استولت حركة طالبان المتطرفة على كابول و قامت باقتحام مقر الأمم المتحدة حيث قتلوا الدكتور نجيب الله مع شقيقه بعد أن قاموا بإخصائهما و قاموا بتعليق جثثهم و عرضها على سكان كابول. 

7. صدام حسين 


حكم صدام حسين العراق حكماً مطلقاً كنائب للرئيس أحمد حسن البكر من 1968 إلى 1979، و كرئيس للجمهورية من 1979 بعد تنحي البكر عن الحكم في ظروف ما تزال غامضة حتى اليوم، و باستخدام مفرط للعنف أحكم صدام قبضته على العراق و أدخله في حروب طويلة أنهكته و استنزفت طاقاته و ثرواته، و في عام 2003 قامت القوات الأمريكية بغزو العراق بحجة امتلاكه لأسلحة دمار شامل و أسقطت نظام الرئيس صدام حسين الذي توارى عن الأنظار، قبل أن يلقى القبض عليه و تنشر صوره على شاشات التلفزة بذقن طويلة و شعر أشعث بعد أن عثر عليه داخل مخبأ هو عبارة عن حفرة مهواة في مزرعة في إحدى ضواحي تكريت، و قبل ذلك كانت القوات الأمريكية قد قتلت ولدي صدام قصي و عدي و حفيده مصطفى، حوكم صدام أمام محكمة عراقية تابعة للنظام الجديد الذي نصبه الإحتلال الأمريكي على العراق و صبيحة يوم 30 كانون الأول ديسمبر 2006 تم إعدامه شنقاً. 

8. معمر القذافي 


وصل العقيد الليبي معمر القذافي إلى السلطة في ليبيا عام 1969 عقب انقلاب عسكري أطلق عليه اسم ثورة الفاتح من أيلول سبتمبر حول بموجبه ليبيا من مملكة إلى جمهورية ثم جماهيرية، في البداية نال القذافي شعبية كبيرة في ليبيا و العالم العربي بسبب مواقفه الثورية كتأميم البترول و إغلاق القواعد الأمريكية حتى لقبه البعض بجيفارا أفريقيا، لكن الصورة سرعان ما تغيرت في السنوات اللاحقة فبات القذافي مثار تندر بسبب غرابة أطواره و تصرفاته، و بعد أن كان يوماً ألد أعداء الملكيات قرر في أواخر أيامه أن يطلق على نفسه لقب ملك ملوك أفريقيا، في عام 2011 اندلعت في مدينة بنغازي انتفاضة شعبية كان القذافي قادراً على إخمادها لكن تدخل قوات حلف الناتو التي غزت ليبيا دعماً للثوار أدى لسقوط حكم القذافي الذي ألقى الثوار القبض عليه خلال محاولته الفرار و قتلوه أمام الكاميرات بصورة مهينة و بدون محاكمة و قاموا بعرض جثته لأيام على شاشات التلفزة.

شاهد أيضاً : 

الجمعة، 3 فبراير 2017

نساء محمد رضا بهلوي جميلات عصرهن


شغل شاه ايران السابق محمد رضا بهلوي العالم خلال فترة حكمه التي امتدت لنحو أربع عقود لا بسبب ما مرت به بلاده من أحداث فحسب بل و أيضاً بسبب زيجاته و طلاقاته العديدة و المثيرة و بسبب ارتباطه بنساء اعتبرن من أجمل جميلات عصرهن : 


1. فوزية فؤاد : 



أولى زيجات محمد رضا بهلوي كانت عام 1939 من الأميرة فوزية ابنة الملك فؤاد و شقيقة الملك فاروق، يومها كان محمد رضا بهلوي ابن العشرين ربيعاً ما يزال ولياً للعهد و كان  الغرض من هذا الزواج التأسيس لتحالف سياسي يجمع القاهرة و طهران، و في العام التالي 1940 رزق محمد رضا بهلوي و فوزية بابنتهما الوحيدة الأميرة شاهيناز بهلوي.

في عام 1941 أصبح محمد رضا بهلوي امبراطور ايران بعد تنحية والده من قبل قوات الحلفاء التي كانت تسيطر على إيران و ذلك بسبب مواقفه المؤيدة للألمان في الحرب، أما فوزية ذات الجمال الرائع فقد أصبحت إمبراطورة و نالت الجنسية الإيرانية كما وصفتها مجلة "لايف" العالمية عام 1942 بلقب "فينوس آسيا"، لكن الخلافات سرعان ما ظهرت بين الشاه و فوزية التي غادرت طهران إلى القاهرة عام 1945 في حين لم يتم الإعلان عن الطلاق رسمياً إلا في عام 1948 و كان من شروط الطلاق أن تترك فوزية ابنتها شاهيناز في عهدة والدها في طهران. 


2. ثريا إسفندياري :




كانت ثريا إسفندياري الإبنة الوحيدة لسفير ايران في المانيا خليل إسفندياري من زوجته الألمانية، و قد عرفت بجمالها الرائع الذي هو مزيج من الجمالين الشرقي و الأوروبي، اللقاء الأول بين ثريا و الشاه تم عام 1948 و كانت ثريا وقتها في السادسة عشرة من عمرها في حين كان الشاه قد تطلق حديثاً من زوجته فوزية، و في عام 1951 تم زواج الشاه من ثريا في حفل زفاف باذخ أقيم في قصر المرمر بطهران.

دام زواج الشاه من ثريا 7 سنوات وانتهى بالطلاق عام 1958 بعدما تبين للشاه أن ثريا عاقر و غير قادرة على إنجاب وريث للعرش، وبعد الطلاق شغلت ثريا وسائل الإعلام حيث عادت إلى أوروبا وقررت أن تتحول إلى التمثيل وبالفعل ظهرت في فيلمين سينمائيين واحد إيطالي والآخر بريطاني أنتجا كلاهما عام 1965. 


3. فرح ديبا : 



فرح ديبا هي ابنة سهراب ديبا أحد ضباط الحرس الإمبراطوري و هي تنحدر من عائلة عريقة ذات أصول أذرية، كانت تدرس العمارة في فرنسا و هناك التقت الشاه لأول مرة في حفل أقامته السفارة الإيرانية بباريس على شرف الشاه حين زار فرنسا عام 1959، و بعد أشهر قليلة تم زواج الشاه من فرح ابنة الحادية و العشرين عاماً و صاحبة الجمال الساحر الذي جعل كثيرين يشبهونها بالنجمة الإيطالية صوفيا لورين. 

في عام 1960 أنجبت الإمبراطورة فرح ولي العهد المنتظر رضا بهلوي الثاني، ثم أنجبت الأميرة فرحناز بهلوي عام 1963، الأمير علي رضا بهلوي عام 1966، و الأميرة ليلى بهلوي عام 1970. 

فرح كانت آخر زوجات الشاه و كما عاشت معه أيام الثراء والأبهة قدر له أن ترافقه في منفاه بعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979 ثم أن تشهد رحيله الحزين في المنفى عام 1980، قبل أن تشهد لاحقاً انتحار اثنين من أولادها هما ابنتها ليلى التي انتحرت في لندن عام 2001 و ابنها علي رضا الذي أطلق النار على نفسه في شقته في بوسطن عام 2011.

شاهد أيضاً :

الخميس، 12 يناير 2017

ألغاز محمود سالم : المغامرون و الشياطين و عبق الذكريات










من منا لم يقرأ في طفولته إسم محمود سالم مخطوطاً على الصفحة الأولى من أحد ألغاز المغامرين الخمسة أو إحدى مغامرات الشياطين ال 13، هذا الكاتب الذي تخصص في القصص البوليسية للصغار و اليافعين فأبدع فيها و حقق مبيعات خيالية في مصر والعالم العربي أكسبته ثروة صغيرة وجعلته يعرض عن الإنتقال للكتابة للكبار.

ولد محمود سالم في الإسكندرية عام 1929، في طفولته كان يهوى القراءة فكان يوفر من مصروفه ليشتري الروايات التي كان يقرأها بنهم، و في مطلع الستينات بدأ العمل في دار المعارف و تحديداً في مجلة "سمير" الواسعة الانتشار في حينه، و في أواخر الستينات في الوقت الذي كان يشغل فيه منصب رئيس تحرير مجلة "الإذاعة والتلفزيون" بدأ بنشر سلسلته الشهيرة "المغامرون الخمسة" التي صدر منها أكثر من مئة جزء و حققت مبيعات كبيرة جداً درت على محمود سالم أرباحاً كبيرة و جعلته واحداً من الكتاب المرموقين في مصر و العالم العربي و صديقاً شخصياً لكبار الأدباء العرب أمثال يوسف إدريس و نجيب محفوظ و الطيب صالح، كانت سلسلة المغامرين الخمسة تدور حول مجموعة مكونة من خمس أصدقاء هم توفيق (تختخ)، عاطف، محب، نوسة، و لوزة، يكونون معأً فريقاً لحل الجرائم و الالغاز المعقدة من خلال تعقب الجناة والخارجين عن القانون وجمع الأدلة و تحليلها، و قد تميزت هذه الألغاز بسهولة إسلوبها و سلاسته، مع عمق في الطرح و مراعاة عالية للتحليل المنطقي و العقلاني في تسلسل الأحداث. 

في منتصف السبعينات قدم محمود سالم سلسلة أخرى هي "الشياطين ال 13" و التي تدور حول 13 شاباً ينتمون إلى 13 بلد عربي يقودهم شخص غامض يدعى "رقم صفر" يجتمعون على حل القضايا الصعبة و مطاردة شبكات التجسس و التهريب و العصابات الدولية، و بذلك كانت هذه السلسلة موجهة إلى شريحة عمرية أكبر بقليل من الشريحة التي كانت تخاطبها سلسلة المغامرين الخمسة. 

في عام 2010 عاد محمود سالم لتقديم 10 ألغاز في إطار عقد وقعه مع دار الشروق المصرية، و في عام 2013 رحل عن عالمنا عن 84 عاماً بعد أن ترك وراءه مئات الكتب التي شكلت جزءاً هاماً من ذاكرة جيل كامل من القرّاء من المحيط إلى الخليج.





شاهد أيضاً :