‏إظهار الرسائل ذات التسميات زواج. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات زواج. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 21 أكتوبر 2020

مديحة : الأميرة الشرقية التي رقصت ع الوحدة ونص!



حين تتصفح  مجلات الخمسينات والستينات الفنية تطالعك وجوه وأسماء لم تسمع بها من قبل ولن تجد لها أثراً مهما حاولت وبحثت عنها على شبكة الانترنت وتوابعها، وكأن أولئك الفنانين والفنانات أطياف عابرة مرت سريعاً ثم اختفت تماماً دون أن تترك أي أثر وهو ما يزيد من سحرها وجاذبيتها في نظر أمثالي ممن يعشقون التنقيب في الماضي ومسح الغبار عن شخوصه وأبطاله الذين طواهم النسيان. 

وبطلة قصتنا اليوم تدعى مديحة وهي أميرة تنتمي من جهة والدتها إلى إحدى الأسر العريقة في جبل العرب جنوب سورية، ومنها ورثت لقب الإمارة رغم أن والدها من عائلة فلاحية بسيطة، أحبت الفن وخاصة الرقص منذ نعومة أظفارها، كان عمرها خمس سنوات حين شاهدت سامية جمال لأول مرة على شاشة السينما في دمشق، فتنت بها، وحين عادت إلى البيت ليلتها حاول تقليدها. وفي سن الثامنة كانت في زيارة لمنزل شقيقتها الكبرى، وكان في الشارع الذي تقطنه شقيقتها ملهى ليلي، صوت الموسيقى الصادر من داخل الملهى جعل مديحة تترك اللعب مع أقرانها وتلصق أذنها بجدار الملهى مصغية للموسيقى وقد أغمضت عينيها، تقول مديحة أن وقفتها هذه جعلت رواد الملهى يعتقدون أنها شحاذة فراحوا يجودون عليها بما في جيوبهم من قروش !


الأميرة مديحة في نمرة راقصة


بعد وفاة الوالد انتقلت مديحة التي كانت في الثانية عشرة للعيش بشكل دائم في دمشق مع والدتها واثنتين من شقيقاتها، وفي سن الرابعة عشرة كان شغف مديحة بالرقص قد وصل حداً لم تستطع أن تقاومه، فاختلقت قصة أقنعت بها والدتها أنها سوف تترك المنزل لتنضم لمعهد للتمريض، لكنها كانت في الحقيقة قد تعرفت على متعهد راقصات تدبر لها عملاً في أحد الملاهي، لكنها سريعاً ما طردت بعدما اكتشف صاحب الملهى عمرها الصغير، عندها أقنعها المتعهد أن تغير سنها في البطاقة، وبالفعل أعد لها كل الأوراق اللازمة، والتي قامت بتوقيعها من والدتها التي لم تدر بمحتواها ذلك أنها لم تكن تجيد القراءة والكتابة.. هكذا صارت مديحة ابنة الرابعة عشرة بجرة قلم في الثامنة عشرة من عمرها!

بعد دمشق انتقلت مديحة للعمل في حمص ضمن فرقة فاطمة عاكف شقيقة الراقصة المصرية الشهيرة نعيمة عاكف، لكن خطيب مديحة عثر عليها ذات ليلة وهي ترقص، فجن جنونه وقام بجرها من شعرها إلى الشارع حيث وضعها في سيارة طارت بهم إلى دمشق، وفي الطريق حاول إقناعها بترك الرقص دون جدوى، قالت له : ما العيب في أن أكون راقصة؟ سامية جمال راقصة! أجابها : أتظنين كل الراقصات مثل سامية جمال؟! لم يخبر الخطيب أهل مديحة بما حصل ولم تنجح محاولاته في ثنيها عن الرقص. بعد هذا الحادث بفترة قصيرة انفصل الخطيبان وعادت مديحة إلى عملها وكأن شيئاً لم يكن، وفي سن الخامسة عشرة شاركت في بطولة فيلم عراقي حمل عنوان "فتنة وحسن" وظهرت فيه باسم مديحة رشدي، لكن الفيلم لم يحقق النجاح المنتظر ما خيب أمل مديحة!


مديحة في فيلم "فتنة وحسن"

سعياً وراء حلمها سافرت مديحة إلى مصر والتقت بابن بلدها الموسيقار فريد الأطرش الذي قال لها : أنا صنعت سامية جمال وأنا سأصنع منك راقصة مشهورة. في هذا الوقت كانت مديحة قد أصبحت في الثامنة عشرة من عمرها، وحتى ذلك الوقت لم يكن أحد من أسرتها يعلم بعملها كراقصة سوى خطيبها السابق وإحدى شقيقاتها، كانت مديحة كل مرة تختلق لوالدتها كذبة جديدة، لتبرر سفرها إلى مصر قالت لوالدتها أن طبيباً وزوجته دعياها للسفر معهما والعمل كممرضة، لكن وبعد عودتها إلى دمشق رأى أحد أقاربها صورة لها منشورة في مجلة "آخر ساعة" فهرع إلى منزل العائلة وفضح أمرها أمام أمها وشقيقاتها وهددها بالقتل إن لم تترك الرقص، قال لها إن شجرة العائلة لا يشرفها أن يكون فيها راقصة!

لم تأبه مديحة لتهديدات قريبها، خاصة أن أمها وشقيقاتها دعموا قرارها بعد أن رأووا شغفها وحبها للرقص الشرقي، في السنوات اللاحقة حققت مديحة نجاحاً كبيراً، حملتها رحلاتها إلى لبنان ومصر وليبيا وإيران وتايلاند وباكستان وماليزيا واليابان وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا، وفي إحدى جولاتها الراقصة في أميركا وقعت في الحب وتزوجت واستقرت في ديترويت حيث عملت لفترة في الرقص ثم توقفت بعد أن أصبح عمر ابنها عامين، عندها قررت أن تكرس كل وقتها لأسرتها، وبعدها بعشر سنوات عادت لتعليم الرقص الشرقي. 

تقول مديحة أنها غير نادمة على أي أمر قامت به، وأنها لو عاد بها الزمن ستتصرف بنفس الطريقة، الله كان كريمأً جداً معها سواء لجهة ما حققته في حياتها المهنية أو لجهة الأسرة الجميلة التي منحها إياها. 


الأميرة مديحة في الولايات المتحدة

شاهد أيضاً :

الاثنين، 28 سبتمبر 2020

كليوباترا بالبروكار الدمشقي

 

العارضة ريتا في فستان من ساتان القطن المشجر لبعد الظهر، اسمه "فرحة" من تصميم ألبير أبو راشد

المشهد في مطار دمشق .. باقات الزهور على أيدي عارضات الأزياء الجميلات في الإقليم الشمالي .. جمهور من مصممي الأزياء والخياطين .. رجال وشبان وفتيات .. وهبطت الطائرة ونزلت منها عارضات الأزياء القادمات من الإقليم الجنوبي .. والتف حولهن كل هؤلاء، وانتقلت الأزهار من أيدي مانيكان الشمال إلى  أيدي مانيكان الجنوب..

وفي الحفلة التي أقيمت في المساء التقى مصممو الأزياء من الإقليم السوري بزملائهم من الإقليم المصري .. صنعوا جميعاً تصميماتهم الجديدة من القماش الوطني فقط.. أثبتوا مقدرة الفنان العربي في دنيا الأزياء..

كان عدد مصممي الأزياء ستة: ثلاثة من دمشق.. واحد من حلب.. اثنان من القاهرة.. تنافسوا على مبتكرات 1959. صنع كل منهم ثوباً للعرس.. اختلفت أسماء الثوب: "حلم".. "العذراء".. "الجنة"!

وقوبل الحلم والعذراء والجنة بحماس الحاضرات.. كلهن شابات، في سن الزواج وأحلام الجنة..

قالت عارضة الأزياء أنتيجونى: "أتمنى أن أقضي ليلة في .. حلم"!

وقالت ماريان: "أتمنى أن أقضي فيه العمر كله"..


العارضة ماريان في روب بوبلين معرق مكلف بحزام من الموسلين من تصميم سلفاجو

العارضة مرجريت في فستان الساعة عشرة من تصميم جبران أبو دقن

وقدم أحد عارضي  الإقليم الشمالي زوجته الإيطالية مرجريت لعرض أزيائه، وهي تعمل معه، وصفق الجمهور لها، كما صفق لأزيائها، لأنها الوحيدة التي تجرأت من زوجات المصممين ووقفت على المسرح، ولأن أزيائها جميلة أيضاً..

وعندما تبادل مصممو أزياء الإقليمين حفلات التكريم قال لهم مدير السياحة: "كان علينا أن نكرمكم.. ولكنكم كرمتم أنفسكم"!

وطالب كثيرون ممن حضروا حفلات العرض بإقامة مهرجان مماثل على مستوى شعبي لأزياء السيدات للعائلات ذات الدخل المحدود.


العارضة ايرس تقدم الفستان كليوباترا وهو سواريه من البروكار من تصميم محلات جورجيت بدمشق 

العارضة أنتيجون في مانطو ديل فيس مع روب من نفس القماش تصميم كلوفاس

وحضرت ملكتا الجمال الأولى والثالثة عائدة القضماني ونبيلة فرعون حفلة العرض الأولى وتخلفت الملكة الثانية نوال الرملي، وحضرت الملكة الثانية حفلة العرض الثانية، بينما سهرت الأولى مع خطيبها في أحد الملاهي الصيفية، وسافرت الثالثة إلى مدينة القدس..

وعندما جرت مباراة اختيار ملكة الأناقة طالب الجمهور نوال الرملي بالاشتراك فيها ولكنها رفضت وظلت مصرة على أن تكون متفرجة، لأنها شبعت من الوقوف أمام الجمهور.

كانت لجنة التحكيم لاختيار ملكة الأناقة مؤلفة من العارضات ومن أصحاب دور الأزياء واشترك أكثر من عشرين فتاة من حاضرات المهرجان في المباراة. وعند ظهور الفائزة، وجم الحاضرون، واختلف المصممون، وتحمسوا لاعادة الانتقاء، ولكن تباشير الفجر الذي لاح في الأفق حالت دون إعادة الانتخاب. 


العارضة ايمي تقدم فستان "مرحباً أيها الصيف" وهو عبارة عن مانطو كريستال مبطن بقماش قطني معرق وتحته فستان من نفس قماش المانطو من تصميم محلات جورجيت

مجلة "المصور" 12 حزيران يونيو 1958


شاهد أيضاً :

عندما تخلت ملكة جمال البرازيل عن عرشها لتتزوج حبيبها الدمشقي !

 


في عام 1963 كانت الشابة البرازيلة فيرا لوتشيا سابا تتحضر للسفر رفقة والدها خوسي سابا إلى لندن لتمثيل بلدها البرازيل في حفل انتخاب ملكة جمال العالم، وفي طريقها إلى عاصمة الضباب أحبت فيرا أن تعرّج على وطنها الأم لبنان الذي هاجرت عائلتها منه إلى العالم الجديد منذ سنوات طويلة، وفي بيروت احتفت العائلة بابنتها العائدة إلى أرض الوطن فأقيمت الحفلات على شرفها وأصبحت الشابة الجميلة حديث الصالونات والجلسات الاجتماعية.

ومن بيروت توجهت الملكة إلى دمشق حيث رحبت بها الصحافة وأقامت حفلاً خاصاً لتكريمها، لكن أمراً من نوع آخر كانت بانتظار الشابة الحسناء في العاصمة السورية، فهناك راحت تتردد على صالون "كومودور" للحلاقة، وفيه تعرفت على شاب عشريني وسيم يدعى جورج كور، كان حباً من النظرة الأولى وسرعان ما تقدم الشاب لخطبة الملكة لكن الوالد رفض بشدة، أولاً لأنه لم يرد لابنته أن تتزوج خارج البرازيل حيث تقيم عائلتها، وثانياً لأن من شروط المسابقة التي فازت بها ابنته أن لا تتزوج خلال السنة التي تحمل فيه لقب ملكة الجمال. 

ورغم معارضة الوالد فقد حسم العاشقان أمرهما وتزوجا في الكنيسة قبل أن يتوجها إلى لبنان لقضاء شهر العسل حيث انقطعت أخبارهما هناك، فيما عاد الوالد وحده إلى البرازيل يضرب كفاً بكف حيث وجد نفسه أمام مجموعة من العقود كان قد وقعها نيابة عن ابنته للظهور في عدد من الحفلات والبرامج التلفزيونية. 

الخبر كما نشرته مجلة "المضحك المبكي" الدمشقية

الملكة على غلاف إحدى المجلات البرازيلية 


شاهد أيضاً :

الأحد، 27 سبتمبر 2020

النابلسي ونجوم على الأرض 2/2

 

النابلسي في أحد أفلامه

ما بين آب أغسطس 1966 و أيلول سبتمبر 1967 نشر الفنان عبد السلام النابلسي سلسلة مقالات في مجلة "الشبكة" اللبنانية تحت عنوان "نجوم على الأرض" تناول في كل حلقة منها واحداً من زملائه الفنانين أوالفنانات، تلك المقالات الخفيفة الظل كانت بمثابة شهادة من النابلسي بأولئك النجوم والنجمات، ومن تلك الشهادات اخترنا لكم هذه المقتطفات التي كنا قد نشرنا لكم سابقاً جزئها الأول، وههنا الجزء الثاني: 


سميرة توفيق : عين الغزال ووجه القمر ! وثغر الجمال وأشياء أخر! .. ودودة متسامحة. تفتح لها شباكاً للشر فتفتح لك باباً للخير. تغضب فيذوب غضبها على شفتيها وتثور فتضرب كفاً بكف ! رقة ما بعدها رقة. عيبها أنها تكتم ولا تصارح فالصراحة في رأيها سلاح جارح! لا تعاتب ولا تناقش وهي تفضل أن تغسل ما في نفسها على أن تغسل ما في نفوس الناس. عندما تريد تعرف الحقيقة عارية! وعندما لا تريد فالحقيقة عندها خيال مزيف! وهذه هي مشكلتها مع نفسها ومع الآخرين.


نجاح سلام : ترعرع في صوتها الجمال واستقر النغم! ودانت لها الألحان من "صبا" و"عجم"! .. وأقولها صريحة والصراحة ليست دائماً قبيحة. فلولا الأخذ والرد والعتب والعتاب وشد الأعصاب، ولو لم تكن أنوفة وعن الناس عزوفة لسمعنا منها كل يوم لحناً ورأينا منها كل يوم فناً. 


مريم فخر الدين : حورية في هيكل عفة ! برزت من الأحلام إلى عالم اليقظة في مثل قبس من نور ! .. يأخذون عليها إهمال الهندام. ويأخذون عليها هدوء العاصفة. دكتورة في علم الاقتصاد .. ولا ينافسها في ضغط الميزانية إلا زميلتها ماجدة، ولكنها تحب نفسها ما يكفي كي توفر لراحتها أسبابها ..


عماد حمدي : لو لم يكن فناناً لاخترته محامياً يتكلم ثلاثة أيام دون انقطاع ! يحب الكلام حبه "للمكرونة" ! ويجيد الحديث كما يجيد أنواع طهي الطعام .. لا ينزلق له لسان ولا تزل أبداً له قدم إلا عن عمد وسبق وترصد ! لا يقر الأساليب الملتوية، بل إنه يجهلها، وإذا عرفها فهو يأبى أن يستعملها .. الحب عنده عقيدة وعمل جدي. يفضل السعادة التي تملأ بيته على اللهو العام .. حتى لو كان هذا اللهو بريئاً .. يؤمن بالمبادئ الخلقية القويمة إيماناً عميقاً ويرفض أن تزعزع الطوارئ هذا الإيمان. 


تحية كاريوكا : انتشلت الفن من الشارع كما تنتشل اليد الكريمة لقيط الصدفة وأدخلته إلى القصور فناً وجمالاً تقر به العيون ! .. أدخلت إلى عالم الكرم ضرباً من السخاء هو عندها لباب المتعة ! وعندما لا تملك ما تعطيه تحس بنشوى السكرى وهي تبيع حلياً أو خاتماً لكي تعطي ! سيدة حب وسيدة زواج وطلاق وانعتاق. عندما تصاب بحمى الحب تفقد ذاكرتها وتنسى حريتها. وعندما تعود إليها الذاكرة تتذكر حريتها وتنسى الحب ! تعيش في دوامة من قلق الفنان .. تحب كل شيء وتمل كل شيء. أحيانأً تحب حتى عدوها وأحياناً تكره حتى نفسها.


أحمد مظهر : كأنما يحمل أعباء البشر، أو كأنما هو مسؤول عن القدر! يفني حياته بالصغيرة والكبيرة، فيما يعنيه وفيما لا يعنيه. كأنما هو حارس الميزان أوحكيم الزمان .. سيدنا سليمان! كل ذلك عن قلب كبير وإحساس رقيق .. منعزل عن الناس ولكنه مع الناس! من ينظر إليه يخاله لفتة كبرياء أو لمحة دهاء، وتظنه النساء زير نساء! وهو لا دهاء ولا كبرياء ولا نساء. بل فيه سماة الأصيل وسيماء النبيل وهبة الذكاء.


عمر الشريف : ينقض على النجاح والشهرة كما ينقض الفهد على فريسته. ويقتحم المجد اقتحام الفارس عرين الأسد. يختلق الفرصة ويستنبط المناسبة ليجعل منها قيل وقال ويقولون .. حول اسمه ! ابتدأ كما يبتدئ صاحب الحظ العظيم بطولة فيلم وبطولة قلب .. كان المفروض أن يكون الشوط أمامه طويلاً وشاقاً لكن الحب اختصره ومهده وسهل أمره. وعندما وصل إلى آخر الشوط كان الناس في انتظاره ليضعوا على رأسه إكليل الغار!


كمال الشناوي : في كل صباح يرسم على فمه ابتسامة حلوة ثم يصفف شعره تصفيفاً متقناً يتفق مع "هندسة وجهه" ويتأنق. ويختار من الملابس أكثرها ذوقاً ويخرج من المنزل ليقابل الناس والأشغال. وفي المساء ينزل الستار على الابتسامة الأولى .. ليرفع الستار عن ابتسامة جديدة يظهر بها أسنانه البيضاء ويوجهها إلى المعجبات المراهقات المغرمات. وكل ذلك من "وراء ظهر" الزوجة الصديقة الملاك. الزوجة طويلة الصبر والأناة والبال .. مؤنس في جلسته مهذب في حديثه دمث في أخلاقه. يترفع دائماً عن اغتياب من اغتابه بل ينسى أساءة المسيئين وقد يحسن إليهم ويجعلهم في امتحان صعب بين أخلاق وأخلاق.


محمود المليجي : أستاذ فن، بل معهد فن متنقل. أول من ابتدع شخصية "الشرير" على الشاشة وأول من كرهه الناس وهم يحبونه .. بينه وبين الشر بعد وقطيعة، وبينه وبين الخير قرب وصلة. إذا غضب من أحدهم وبلغ به الغضب مداه فلا يلتفت إليه ولا يقرئه السلام وهذا في رأيه خير انتقام. وإذا ضاق صدره يوماً وتراكم همه فإنه يحتضن القرآن ويتبرك به ويقراً منه عشراً وعشراً ويقوم إلى الصلاة والدعاء والابتهال. 


شادية : تشدو وكأن الشدو على فمها مطبوع وعندما تسمعها تغني وكأنك تسمعها تتكلم وإذا سمعتها تتكلم وكأنك تسمعها تغني .. لو كان لها جلد على الحفلات كما لها جلد على الأفلام لأصبحت تملك شارعاً فيه مائة بناية ! لا تحب السفر ولا الرحلات وهي في هذا المضمار تشبه حكايتها حكاية السمك والماء. تحب الحياة العائلية كثيراً وهي تكاد تكره المجتمعات ولقاء الغرباء الذين يربكون بساطتها كثيراً. وهي من أحب النجوم إلى الصحفيين ومن رأيها أن يقوم بين الفنان والصحفي معاهدة "عدم اعتداء" ! وهذا ما يتمناه جميع الناس !!


شاهد أيضاً :

السبت، 19 سبتمبر 2020

النابلسي ونجوم على الأرض 2/1



ما بين آب أغسطس 1966 و أيلول سبتمبر 1967 نشر الفنان عبد السلام النابلسي سلسلة مقالات في مجلة "الشبكة" اللبنانية تحت عنوان "نجوم على الأرض" تناول في كل حلقة منها واحداً من زملائه الفنانين أوالفنانات، تلك المقالات الخفيفة الظل كانت بمثابة شهادة من النابلسي بأولئك النجوم والنجمات، ومن تلك الشهادات اخترنا لكم هذه المقتطفات التي ننشرها لكم على جزئين، وههنا الجزء الأول : 


أم كلثوم : تقف للغناء وكأنها تقف للتاريخ، وعندما تشدو فهي حدث من الأحداث ومعجزة من المعجزات، عقلها على لسانها ولسانها شهد وظرف وإيناس. إذا حسبت للمال حسابه فلأن للمال أرقاماً تحسب، عطاؤها سر، وهباتها سر، حتى هي تكاد تنسى مفتاح هذا السر.


يوسف وهبي : ليس في قلبه غلظة، وليس في كلماته كلمة فظة، نبيل عن أصالة لا عن ظاهرة. وفي لعداوته وصداقته. لا تعرف متى يخدعك ومتى ينصحك .. يمكنه أن ينعزل وحيداً عشرة قرون ولا يمكن أن يجالس ثقيلاً عشر دقائق.


فريد الأطرش : إحساسه مرهف كالسيف ذي الحدين، وهو دائماً يجرح نفسه بالحديث ولا يجرحك، كلمة منك تسعده وكلمة منك تشقيه. حبيب طعام وحبيب دنيا ! وهو لو استطاع لالتهم الطعام والدنيا في طبق واحد ! صديقه صديق عمر وعدوه عدو شهر ! .. ليس في صدره قلب فقلبه على وجهه ! وليس في جيبه مال فماله للناس ! وليس له يوم فهو يسبق يومه لغده !


عبد الحليم حافظ : لا يعرف الإعتدال إلا في قامته. دائم الحرب بين نفسه وعافيته. يهمل الطب والطبيب ويحفل بالحب والحبيب ! يجمح أحياناً جموحاً ويأبى إلا طموحاً ! هو كالزئبق وهل يمسك الزئبق باليدين ؟ إذا وعد فأين منه وعد عرقوب .. فاصبر ألم يصبر من قبلك أيوب ؟ ولكن صداقته صداقة صدق ووفاءه وفاء رق !


إسماعيل ياسين : كافح وجاهد وصبر ومشى على مثل الإبر، حتى ظفر وانتصر ! وتكاثرت عليه الأعباء وأضناه الإرهاق والإعياء، واستمر في العمل وكأنه في خلية نحل، النحل يجني عسلاً أما هو فما الذي جناه ؟ فن ؟؟ مرحى يا فن !! أنه قد فقد صحته وخارت قوته وأصبح لا فن يجديه ولا مجد يشفيه ولا مال عنده للعلاج والحياة يكفيه ! أذاب حياته وأعطاها للناس ملحة وطرفة وضحكة ! 


فيروز : تراتيل قديسة وأصداء كنيسة. ابتهال ساجد في المساجد وصلاة عابد في المعابد. صوتها نور وبخور ونفحة من عطور ! هو كالصديق عند الضيق يواسيك .. وينسيك .. ويشجيك! 


محمد فوزي : هذا الفارس الفنان هوت به فرسه ! وعضه الداء وافترسه ! كان قد أشرق وشاع وذاع في كل البقاع ! ألحان وما أحلى ! وغناء فما أغنى .. وأفلام وما أنجح ! ومصنع، فما أفلح .. واليوم لا لحن يلهم ولا غناء يسمع ولا فيلم يعرض ولا مصنع يصنع .. يقضي نهاره في هم ليله ويقضي ليله في هم نهاره .. لا يعرف لنفسه من جسمه مستقر ! أدبرت عنه أيامه وتفاقمت آلامه وأنشب الداء فيه مخلبه ونابه فعسى ينيله الله ثوابه !


محمد عبد الوهاب : يفهمك بكلمة ولا تفهمه بقاموس ! محيط المحيط .. لا يسبر له غور ولا يحد له مدى .. يبتسم ما حول عينيه ومن خلال جفونه نصف المغمضة يراك عارياً كالقدح ! يشبعك ويرويك ويأخذ منك ما يريد .. ويقنعك بأنك أنت الذي أشبعته وأرويته وأخذت منه ما تريد .. جليس شعر وأدب وحكمة! يعرف متى يأخذ ويعرف ماذا يعطي ويعرف متى يكشف ومتى يغطي. أذنه اليمين تطرب لسيد درويش وأذنه اليسرى تطرب لفردي وبتهوفن وشوبان، وأذنه الباطنية الروحانية يسمع بها إلهام نفسه، وهي التي صنعت أمجاده الخالدة وقممه العالية ! 


فاتن حمامة : ولدت وعلى جبينها نجمة، وعاشت وفي عينيها طموح، ومشت قدماً تحمل رأساً فيه عقل الدهاة ! الحياة عندها فن والفن عندها حياة ! طاقة ضخمة من الصبر والجلد والمثابرة. نعومة وابتسامة، ولكنها تنازل الأحداث مثل "جان دارك" ! لا تستغيث إلا لتستنهض همّة نفسها .. ولا تستكين إلا لتريح شجاعتها من كثرة النضال !


فريد شوقي : عملاق جسم وعملاق فن وعملاق أخلاق. زوج وأب و"الزير سالم" .. الأصدقاء بالنسبة له كالماء والهواء. لا غنى له عن السهرة والمتعة والضحكة والنكتة. ذو مروءة لا يخلف وعداً ولا ينكث عهداً. مبذر لا يملك ثروة تتناسب مع شهرته. 


يتبع .. 


شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 23 يونيو 2020

حكاية عشيقة ولي عهد بريطانيا التي تزوجت مصرياً ثم قتلته في "جريمة كاملة" !




في الساعة الثانية من صباح يوم الثلاثاء العاشر من تموز يوليو سنة 1923 علت أصوات شجار من غرفة الوجيه المصري علي فهمي وزوجته الفرنسية في فندق سافوي اللندني الفاخر، وحين هرع أحد الخدم إلى الغرفة ليطلب من الزوجين أن يخفضوا أصواتهم مراعاة لبقية النزلاء فوجئ بصوت أربع طلقات نارية يدوي بين جنبات الفندق وبالزوج الشاب ابن الثلاثة والعشرين ربيعاً غارقاً في دمائه في حين وقفت بجواره الزوجة مارجريت لورينت أو ماجي كما كانت تحب أن تنادى وبيدها مسدس من نوع  كاليبر-32. 

ولدت بطلة قصتنا مارجريت لورينت في باريس عام 1890 لأسرة فقيرة، وفي سن السادسة عشرة حملت من علاقة غير شرعية وأنجبت بنتاً، عاشت بعدها حياةً صعبة وغير مستقرة حتى تعرفت على شخص تدبر لها عملاً كبائعة هوى في بيت الملذات الباريسي الراقي ميزون دي راندي فو والذي كان كل زبائنه من الأمراء والأثرياء وعلية القوم. 


مارجريت لورينت خلال عملها كبائعة هوى في باريس

في عام 1917 تعرفت مارجريت على الأمير إدوارد أمير ويلز وولي عهد بريطانيا والملك المستقبلي، والذي كان يقيم في باريس كضابط في القوات البريطانية المشاركة في المعارك على الجبهة الغربية في الحرب العالمية الأولى، انخرط الاثنان في علاقة حب عاصفة، استمرت لنحو العام وانتهت مع مغادرة الأمير إدوارد لباريس بعدما وضعت الحرب أوزارها عام 1918. 

في عام 1922 زارت مارجريت مصر برفقة أحد عشاقها وخلال حفلة في فيلا بالزمالك التقت بالثري علي بيه فهمي الذي كان يصغرها بعشر سنوات، كان علي شاباً متهوراً ورث ثروة طائلة عن والده الراحل، وقد عرفت مارجريت الخبيرة والمتمرسة في عالم الرجال كيف توقع المليونير الشاب في حبائل هواها، ففتن بها حتى الجنون، وطاردها إلى باريس حيث ركع عند قدميها متوسلاً أن تقبل الزواج به، وبالفعل فقد تزوج الشاب الأرعن والغانية اللعوب مدنياً في باريس في كانون الأول ديسمبر 1922  ثم على الطريقة الإسلامية في مصر في كانون الثاني يناير 1923. 


مارجريت في مصر بعد زواجها من علي فهمي

عاش الزوجان في قصر الزوج الفاخر في حي الزمالك، وفي الأول من تموز يوليو سنة 1923 سافر الزوجان إلى لندن في رحلة ترفيهية مع سكرتير خاص وخادمين، وفي العاصمة البريطانية فوجئ الزوج بالسلوك الغير محتشم لزوجته فراح يعنفها ويتشاجر معها حتى وصل به الأمر إلى ضربها في أكثر من مناسبة، في النهاية لم تستطع مارجريت تحمل تلك المشاحنات أكثر من ذلك، فأقدمت صبيحة  يوم العاشر من تموز يوليو على قتل زوجها بعد شجار عنيف دار بينهما بسبب رفض الزوج سفرها إلى باريس لزيارة ابنتها الغير شرعية. 

حظيت محاكمة مارجريت لورينت باهتمام منقطع النظير في مصر وفرنسا وبريطانيا على حد سواء، فأوفدت دار الأهرام أحد صحفييها ليغطي أحداث المحاكمة لحظة بلحظة، في حين بلغ اهتمام العامة في لندن بالقضية أن البعض كان يبيعون مقاعدهم في قاعة المحكمة لمن يرغب مقابل مبالغ مالية كبيرة.


قصر علي فهمي في الزمالك الذي ورثته بعد وفاته أخته عائشة التي كانت متزوجة من عميد المسرح العربي يوسف وهبي واليوم تحول القصر إلى مركز للفنون 

وفي حين كان من المفترض أن تبت المحكمة في القضية سريعاً كونها قضية واضحة لا لبس في أحداثها خاصة أن القاتلة قد اعترفت بجرمها بعد أن القي القبض عليها وفي يدها سلاح الجريمة، إلا أن جلسات المحاكمة حملت مفاجآت غير متوقعة غيرت مسار القضية بشكل كامل، فقد تعاقدت مارجريت مع إدوارد مارشال أحد ألمع المحاميين في لندن آنذاك، والذي كان شهيراً ببلاغته وأدائه المسرحي، فقد حول مارشال موكلته من قاتلة إلى ضحية مسكينة لزوجها الشرقي المتوحش، هكذا وصف المحامي الزوج المغدور بأنه : "وحش تمثل فيه الانحلال والانحطاط الشرقي" وبأنه : "ذو ميول جنسية سادية وغير أخلاقية تجاه زوجته الأوروبية الضعيفة والعاجزة"، وأضاف عارضاً قراءته للقضية : "نحن يا حضرات أمام امرأة غربية اقتيدت بحيلة شرقية ماكرة من قلب الحضارة إلى ظلام الصحراء، لتقضي شهر العسل بين وحوشها وزواحفها، وتعرضت منذ ذلك الحين لمحنة لم تدع لها إرادة وحولتها إلى كائن مذعور خائف، امرأة لم تنو القتل ولم تقتل، بل انطلقت منها رصاصة قتلت ذئبًا بريًا كان يهم بافتراسها، فإذا أردتم أن تسموه قتلا خطأ فهو كذلك، وإذا أردتم أن تسموه دفاعًا شرعيًا عن النفس فهو كذلك".هذا في حين شنت الصحف البريطانية حملة عنصرية منظمة راحت تصف كل الرجال الشرقيين بأنهم برابرة متوحشون، كل هذا أدى لتعاطف المحكمة والرأي العام مع مارجريت التي ظهرت بثوب الحمل الوديع، وبخاصة بعدما نجحت في إخفاء ماضيها المشين عن المحكمة والرأي العام. 


الزوج المغدور علي فهمي

مع نهاية المحاكمة فوجئ الجميع وبخاصة أسرة الزوج المغدور بحكم البراءة الذي أصدرته المحكمة بحق الزوجة القاتلة، بل إن مارجريت رفعت قضية ضد أسرة زوجها طالبت فيها بحقها من ميراثه، لكن المحاكم المصرية رفضت القضية من أساسها. كل هذا جعل الصحافة تصف ما قامت بها مارجريت بالجريمة الكاملة ! فكيف لسيدة أن تقتل زوجها وتعترف بجريمتها ثم تخرج من القضية بالبراءة التامة  ودون أن تقضي ولو يوماً واحداً في السجن ؟! 

عاشت مارجريت بقية حياتها في شقة صغيرة في باريس، في حين احتفظت حتى آخر حياتها بالرسائل الغرامية التي أرسلها لها الأمير إدوار أثناء علاقتهما، يقول المقربون منها أنها كانت تعتبر تلك الرسائل بمثابة تأمين على حياتها، وفي حين يعتقد البعض أن حكم البراءة الذي حصلت عليه مارجريت في قضية قتل زوجها تعود لعنصرية المحكمة وانحيازها للزوجة الأوروبية ضد الزوج الشرقي، إلا أن كثيراً من المؤرخين الذين أعادوا دراسة القضية مؤخراً يعتقدون أن القطبة المخفية في هذه القضية تعود لتدخل صديق قديم للمتهمة ألا وهو الأمير إدوارد للضغط على المحكمة وذلك بعد أن لوحت مارجريت بقدرتها على تفجير فضيحة تهز الأسرة المالكة فيما لو تمت إدانتها من قبل المحكمة البريطانية. 


الملك إدوارد الثامن 

أما في مصر فقد أثرت قصة علي فهمي وزوجته الفرنسية في المجتمع، وأثارت كثيراً من الجدل حول طبيعة العلاقة بين الرجل الشرقي والمرأة الأوروبية خاصة أن كثيراً من المصريين آنذاك وبخاصة طبقة الأثرياء والمتعلمين كانوا متزوجين من أجنبيات، وبذلك أوحت هذه القضية بقصة أول فيلم مصري ناطق صدر عام 1932 وحمل عنوان "أولاد الذوات" ولعب دور البطولة فيه يوسف وهبي (الذي كان متزوجاً من شقيقة علي فهمي السيدة عائشة فهمي)، كما قدم نجيب الريحاني عام 1934 فيلماً آخر حمل عنوان "ياقوت" تناول القضية ذاتها. 

الثلاثاء، 7 يناير 2020

صوفيا لورين خالة زيزي مصطفى !


الراقصة زيزي مصطفى 

الوسط الفني في القاهرة يضحك كثيراً للنادرة الطريفة التي حدثت للراقصة زيزي مصطفى، فمنذ مدة دعت زيزي الوسط الفني كله من ممثلين وممثلات ومخرجين "ومخرجات" إلى حفلة خطبتها لأحد رجال الأعمال المصريين. وقبل يوم واحد من موعد الحفل اختفلت زيزي مع الخطيب الذي اختفى عن الأنظار .. 

واحتارت زيزي في أمرها ووجدت نفسها في ورطة لا تعرف الخلاص منها، وراحت تسعى لتجد مبرراً أو تفسيراً لتأجيل الحفل، خاصة وأن شائعات الوسط الفني قالت أن الخطيب قد هرب .. 

واستشارت زيزي أحد أصدقائها الصحفيين، فأشار عليها بأن تتصل بمن دعتهم وتعتذر عن عدم إقامة الحفل بسب وفاة أحد أقاربها. ولاثبات حدوث "الوفاة" الموهومة أشار الصديق على زيزي بنشر نعي في الصحف الصباحية .. واقتنعت زيزي بما نصحها الصديق به، وكلفته بأن يقوم بالمهمة عنها، وتم الاتفاق على أن تكون القريبة المتوفاة خالتها. 

واتصلت زيزي بعد ذلك بمعظم المدعوين والمدعوات إلى حفل الخطبة تبلغهم باكية نبأ التأجيل بسبب وفاة خالتها العزيزة .. وفي الصباح صدرت الصحف وفيها نبأ وفاة خالة زيزي مصطفى المزعومة واسمها "سنية أبو المعاطي" ..

وعندما قرأت زيزي خبر النعي ثارت، ونسيت مشكلة الخطيب، ثم اتصلت بالصديق الصحفي تعاتبه بثورة على اختياره اسماً "بلدياً" لخالتها أخت أمها هو "سنية أبو المعاطي" ! وهنا ضحك الصديق وقال لها : وماذا كنت تتوقعين أن أسمي خالتك صوفيا لورين ؟ ..


مجلة "الشبكة" العدد 890 : 12 شباط فبراير 1973 

شاهد أيضاً :

الأحد، 29 ديسمبر 2019

10 مأكولات سميّت نسبة إلى ملوك وحكّام وشخصيات تاريخية !


1. حلوى "الفيصليات" : يقال أنها سميت نسبة للأمير فيصل نجل الشريف حسين حيث أنها أعدت لأول مرة في دمشق احتفالاً بدخول الأمير فيصل للمدينة على رأس قوات الثورة العربية الكبرى عام 1918. 

2. طبق "داوود باشا" : سمي نسبة إلى داوود باشا آخر ولاة المماليك الذين حكموا مدينة بغداد قبل سقوطها بيد العثمانيين عام 1830، ويروى أن داوود باشا كان يحب هذه الأكلة بشكل كبير وقد سميت باسمه لأنه قام بمعاقبة أحد الطهاة بسبب ارتكابه لخطأ في المقادير !

3. بيتزا "مارغريتا" : سميت نسبة لمارغريتا ملكة إيطاليا أثناء فترة حكم زوجها الملك أومبيرتو الأول (1878-1900)، حيث يقال أن البيتزا كانت في الأصل طعاماً للفقراء وعامة الشعب في إيطاليا، لكن الملكة كانت تحب هذه الأكلة لذلك قام طاهي القصر بإعداد وصفة بيتزا المارغريتا خصيصاً لأجل الملكة حيث أضاف لها لأول مرة صلصة الطماطم والريحان وذلك حتى لا تغادر الملكة القصر لتناول البيتزا في المتاجر التي يأكل فيها عامة الشعب. 

4. دجاج "كونج باو" : سمي هذا الطبق نسبة إلى دينغ باو تشن حاكم مقاطعة سيتشوان الصينية في القرن التاسع عشر والذي كان يُعرف بلقب "كونج باو" وكان من محبي هذا الطبق المكون أساساً من الدجاج والفستق والخضار. 

5. حلوى "أم علي" : تنسب هذه الحلوى إلى أم علي الزوجة الأولى لعز الدين أيبك أول سلاطين المماليك في مصر بعد انتهاء حكم الأيوبيين في القرن الثالث عشر الميلادي، والذي تزوج من شجرة الدر أرملة السلطان الأيوبي نجم الدين أيوب حتى يصل لعرش مصر، ثم قرر بعد فترة الزواج من غيرها فدبرت له شجرة الدر مؤامرة أدت لمقتله. ولما علمت أم علي بمقتل زوجها وأبو ابنها دبرت لشجرة الدر مكيدة وقتلتها، ثم نصّبت ابنها سلطاناً على مصر، وبهذه المناسبة أمرت أم علي بخلط الدقيق مع السكر والمكسرات لصنع طبق من الحلوى عرف باسمها.

6. طبق "شاتو بريان" : سمي نسبة إلى الكاتب الفرنسي الفيكونت دوشاتو بريان الذي عاش في القرن التاسع عشر وكان مقرباً من الملك لويس الثامن عشر، حيث اقترح ذات مرة على طاهي القصر تغيير حجم قطع اللحم التي كانت تقدم رفيعة وصغيرة أيام الحرب لتصبح أكبر حجما دلالةً على العيش الرغيد تحت حكم الملك المذكور، فولد بذلك طبق "شاتو بريان" الشهير. 

7. صلصة "البشاميل" : يرتبط اسم هذه الصلصة  بالماركيز الفرنسي لويس بيشاميل الذي عاش في القرن السابع عشر وكان يشغل منصب كبير الطهاة في بلاط الملك لويس الرابع عشر والذي أدخل تعديلات جذرية على الصلصلة البيضاء الإيطالية التقليدية، ما جعل هذه الوصفة المعدّلة ترتبط باسم عائلته.

8. فاكهة "اليوسفي" أو "اليوسف أفندي" : سميت نسبة إلى يوسف أفندي أحد المهندسين الزراعيين المصريين الذين أوفدهم والي مصر محمد علي باشا في القرن التاسع عشر للدراسة في الخارج، حيث أحضر معه إلى مصر أول شتلة من هذه الفاكهة. 

9. حلوى "كريب سوزيت" : قدمت هذه الحلوى لأول مرة خصيصاً للأمير إدوارد نجل الملكة فيكتوريا حين زار أحدى المقاهي في مونتي كارلو عام 1896، وقد طلب الأمير من صاحب المقهى تسمية الحلوى نسبة إلى صديقته التي كانت ترافقه في تلك الزيارة وكانت تدعى سوزيت. 

10. طبق "ستروجونوف اللحم" : سمي نسبة إلى عائلة "ستروجونوف" وهي إحدى العائلات الروسية النبيلة في القرن التاسع عشر، حيث يقال أن أحد الطهاة الفرنسيين والذي كان يعمل لدى الأسرة هو من ابتكر هذا الطبق. 

شاهد أيضاً :