‏إظهار الرسائل ذات التسميات مرض. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مرض. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

راقية إبراهيم : الغامضة في حياتها ومماتها !


راقية إبراهيم ذات الجمال الأرستقراطي الهادئ 

في ثلاثينات القرن الماضي تعاقدت بهيجة حافظ مع شابة في الثامنة عشرة من عمرها تدعى راشيل إبراهيم ليفي للقيام بالدور الثاني في فيلمها الجديد "ليلى بنت الصحراء" واختارت لها إسماً سينمائياً جديداً هو راقية ابراهيم. 

وراقية ابراهيم كانت جارة وزميلة دراسة للنجمة ليليان زكي مراد موردخاي أو كما يعرفها الجمهور باسم ليلى مراد، وكلتاهما تنتميان للطائفة اليهودية التي كان أبناؤها يعيشون في مصر منذ قرون كجزء أساسي من النسيج الوطني المصري. 

وخلال عملها مع بهيجة حافظ رأى الفنان أحمد سالم الممثلة الشابة وأعجب بها فتعاقد معها استديو مصر وظهرت عام 38 مع نجيب الريحاني في فيلم "سلامة بخير" بدور "جيهان" المرأة اللعوب التي تحاول إغواء "الأمير كندهار". لكن انطلاقتها الحقيقية في سماء الشهرة والنجومية كانت من خلالها دورها الشهير مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "رصاصة في القلب" عام 44 حيث قدمت دور "فيفي" وغنت مع عبد الوهاب "حكيم عيون"، يومها كانت راقية إبراهيم قد وصلت إلى قمة عطائها ونضجها الفني ما توجها نجمة من نجمات حقبة الأربعينات في السينما المصرية والعربية. 

عرفت راقية ابراهيم خلال هذه الفترة ببعدها عن الأوساط الفنية وعدم حضورها للحفلات والمناسبات الاجتماعية، ما كان سبباً في نفور زملائها منها واتهامهم لها بالتعالي والغرور، وقد حاولت راقية ابراهيم دفع هذه التهمة عن نفسها من خلال مقال كتبته بنفسها ونشرته مجلة الكواكب في حزيران يونيو سنة 50 تحت عنوان "ما لا تعرفه عن الفنانة راقية إبراهيم" وتقول فيه عن نفسها : "تكره راقية تناول المشروبات الروحية، لكنها تندمج في الحفلات لا لتلهو، لكن لتجلس في صمت شديد تراقب البشر وتدرس أخلاقهم، وقد يبدو للناس أنها لا تراقبهم لأنها لا تنظر إليهم إلا من طرف خفي" وتضيف أيضاً : " وقد يقال عن راقية إنها بخيلة لا تدعو الناس إلى مائدتها، لكنها تتمسك دائمًا بقول الفيلسوف الصيني لينويوتن إن المأدبة نفاق بين شخصين".

شهدت فترة الخمسينات تراجع نجومية راقية ابراهيم، وفي عام 52 سافرت إلى أميركا في رحلة علاجية حيث كانت تعاني من مرض في الكبد، وخلال وجودها هناك وقع حادث مقتل عالمة الذرة المصرية سميرة موسى والذي يتهم البعض راقية ابراهيم بالتدبير له بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية.

راقية إبراهيم مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في "رصاصة في القلب"

شاركت راقية ابراهيم بعد عودتها من أميركا في بطولة فيلمين هما "كدت أهدم بيتي" و"جنون الحب"، سافرت بعدها عام 56 مع زوجها مهندس الصوت المصري إبراهيم والي إلى باريس، لكنهما تطلقا سريعاً هناك، لتسافر بعدها إلى أميركا وحدها حيث استقرت هناك بشكل دائم ولم تعد إلى مصر بعدها أبداً.

تكهنات عديدة ظهرت حول سبب قرار راقية ابراهيم المفاجئ بالهجرة والاختفاء عن الساحة الفنية، منها التضييق الذي شهدته مصر على اليهود بعيد ثورة 23 تموز يوليو 52، ومنها أيضاً تأييد راقية ابراهيم المعلن للواء محمد نجيب والذي أطاح به جمال عبد الناصر في نيسان أبريل 54 بعد صراع مرير على السلطة انتهى بوضع الرئيس الأول لمصر قيد الإقامة الجبرية في حين تم التنكيل بمؤيديه من الفنانين وغيرهم كما حدث مع الموسيقار محمد فوزي، ومن أسباب الإبتعاد التي يطرحها البعض أيضاً  شعور راقية إبراهيم بأفول عصرها وظهور جيل جديد من النجمات اللاتي خطفن الأضواء من أمثال فاتن حمامة وشادية وسامية جمال وهند رستم. 

ورغم كثرة المواد المنتشرة حالياً على صفحات الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي عن راقية ابراهيم والتي تصفها بالجاسوسة والعميلة لدولة الاحتلال، إلا أن الوثائق والمواد الصحفية المنشورة عنها خلال حياتها تخلو من أي دليل قاطع على ذلك، وغالب الظن أن مثل هذه الاتهامات قد ظهرت في فترة متأخرة متأثرة باجواء الصراع العربي الإسرائيلي لتسوق التهم بأثر رجعي دون وجود دلائل إدانة واضحة. 

ويعيد المؤرخ السينمائي المصري أشرف غريب صاحب كتاب "الممثلون اليهود في مصر" ظهور تلك التهم إلى حالة التكتم والغموض التي أحاطت بها راقية إبراهيم نفسها، حيث يقول : "واقع الأمر أن راقية إبراهيم لديها ما يجعلنا نشك فعلاً في مسألة انتمائها للصهيونية، منها مثلا: أنها كانت تكن غيرة شديدة لقريناتها، الأمر الذي جعلها تبدو وكأنها تكن كراهية للمصريين، وهي فعلاً كانت تكره فاتن حمامة، وهي غيرة كانت معلنة وسافرة، وثانياً أنها كانت تثير غموضًا حول شخصيتها بشكل يثير الريبة، وكانت تمكث في بيتها طوال الوقت ولا تظهر إلا نادرًا في أي محافل فنية، وكانت إذا ظهرت فإنك تجدها عند السفير الأمريكي في مصر، أو تظهر في حوار صحافي تجريه مع الدكتور طه حسين، أو تظهر في مجتمعات النخبة السياسية وتختفي من سهرات الوسط الفني". 

راقية إبراهيم في أمريكا مع النجم العالمي مارلون براندو

ويضيف غريب في كتابه المذكور : "من هم أصدقاؤها في الوسط الفني؟ أربعة: يوسف وهبي، وأنور وجدي، ومحمود المليجي، ومحمد كريم، وهؤلاء الأربعة تحديدًا هناك شبهات قوية جدًا حول عضويتهم في المحفل الماسوني، عندما تضع كل تلك الملاحظات إلى جوار بعض ستجد أنه من الممكن جدًا أن يكون لها دور أخر لعبته غير الفن، لكن في النهاية ستجد أنها كلها استنتاجات دون وثائق قوية".

أما عن تاريخ وفاة راقية ابراهيم فهو مثل كل حياتها محاط بالغموض، التاريخ الأكثر تداولاً هو عام 77، في حين يرجح باحثون أن تكون قد توفيت في 78 أو 79، ويذهب آخرون بعيداً ليقولوا أنها قد تكون توفيت مطلع الألفية، والحقيقة أن هذا حال أغلب الفنانين اليهود الذين غادروا مصر كتوجو مزراحي وشالوم حيث يحيط الغموض بحياتهم في منافيهم الإختيارية، وكأنهم وقعوا بعد مغادرتهم وطنهم الأم في ثقب أسود ابتلع حيواتهم وتاريخهم فلم يعد لهم من بعده وجود !

شاهد أيضاً :

السبت، 15 ديسمبر 2018

السعودية عام 1950 بعدسة طبيب أمريكي


في عام 1950 أوفدت إدارة الرئيس الأمريكي هاري ترومان الطبيب داريل كرين لتقييم الوضع الصحي للملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية والذي كان يعاني من عدد من الأمراض المزمنة. 

خلال رحلته التي استمرت ثلاث أيام التقط الدكتور كرين الذي كان يهوى التصوير عدداً من الصور الملونة لأفراد من الأسرة المالكة ولشوارع العاصمة السعودية الرياض، وقد تبرعت أسرة الدكتور كرين مؤخراً بهذه الصور التي ننشر لكم بعضاً منها لمكتبة واشنطن الوطنية.












شاهد أيضاً :

الجمعة، 17 أغسطس 2018

من الذي قتل جوزيف ستالين ؟



جثمان ستالين وبجواره خلفاؤه الذين تآمروا على قتله بحسب الرواية التي ظهرت مؤخراً 

كشف الكاتب والباحث الروسي نيكولاي ناد مؤخراً النقاب عن أسرار يتم الإعلان عنها للمرة الأولى حول وفاة الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين وذلك في حلقتين بثتهما خلال الأسبوعين الأخيرين قناة روسيا اليوم.

الأسرار التي كشفها ناد كان قد حصل عليها من خلال بحثه في أرشيف جهاز أمن الدولة السوفييتي كي جي بي والذي تمكن من الوصول إليه بمساعدة مسؤولين في هذا الجهاز بعد تفكك الإتحاد السوفييتي، وتفيد تلك الوثائق بأن ستالين قد قتل بعد أن جرد من السلطة على يد المقربين منه بقيادة رئيس جهاز الشرطة السرية لافرينتي بيريا.


جثمان ستالين مسجى في الكرملين بموسكو عام 1953

ستالين كان قد أعلن قبل وفاته بعام اعتزامه استبدال المحيطين به من الحرس القديم بأشخاص من القيادات الشابة في الحزب القادرين على تحمل أعباء المستقبل وذلك تمهيداً لتنحيه هو نفسه عن السلطة بعد أن بات وضعه الصحي لا يساعده على القيام بمهام رئاسة الدولة، كما كان ستالين قد بدأ يعد العدة للتخلص من رجل الاستخبارات القوي لافرينتي بيريا بعد أن اكتشف أن هذا الأخير كان قد تبادل مراسلات سرية مع حكومة جورجيا في المنفى التي كانت مدعومة من النازيين والتي كان هدفها فصل جورجيا عن الإتحاد السوفييتي، وذلك في الأيام الأولى للغزو النازي للاتحاد السوفييتي عام 1942 حين بدا الأمر وكأن النازيين مقدمون على تحقيق نصر سريع وكامل على الاتحاد السوفييتي.


خلفاء ستالين من قادة الحزب الشيوعي يحملون نعشه

ومم كشفه ناد أن المتآمرين من بطانة ستالين المقربة وبشكل خاص بيريا ومولوتوف ومالينكوف وخروتشوف قد قاموا بعدما اتفقوا على تقاسم السلطة بالانتقال إلى بيت ستالين الريفي حيث قامت ممرضة ستالين الخاصة بإعطاءه حقنة سامة تسببت له بميوعة زائدة في الدم أدت لوفاته وهذا ما تؤكده وثيقة سرية تحتوى نتائج تشريح جسد ستالين بعد وفاته.





شاهد أيضاً :

الثلاثاء، 17 أبريل 2018

فون براون : النازي الذي أعطى أميركا صواريخها البالستية !



فيرنر فون براون (1912-1977)

في الأيام الأخيرة للحرب العالمية الثانية أشهر النازيون آخر أسلحتهم السرية التي كانوا يأملون بأن تغير مسار الحرب، فأسقطوا على لندن مئات الصواريخ البالستية من طرازي V1 و V2، والتي زرعت الرعب في قلوب البريطانيين وأسقطت بينهم آلاف الضحايا. 

بعد انتهاء الحرب حاول كل من الروس والأمريكيين العثور على العالم الألماني الذي كان يقف خلف هذا الاختراع الخطير، لا لمحاكمته كمجرم حرب كما حدث لغيره من القادة النازيين، بس لاستغلال اختراعه في الصراع القادم بين المعسكرين الشرقي والغربي والذي سوف يعرف فيما بعد باسم الحرب البادرة. 

بحث الطرفان عن مخترع الصواريخ الألمانية دون جدوى، فقد أحاط النازيون برنامج الصواريخ الخاص بهم بسرية كبيرة، حيث كان البرنامج يخضع للاشراف المباشر لرئيس جهاز الإس إس هنريك هملر، لكن الأمريكيين فوجئوا بعد انتهاء الحرب واستسلام المانيا بأشهر قليلة برجل الماني ادعى بأن شقيقه هو من اخترع الصواريخ الألمانية، وأنه يود أن يضع نفسه تحت تصرف القيادة الأمريكية شرط أن يسمح لمساعديه أن يرافقوه إلى الولايات المتحدة ليتابع عمله في برنامج الصواريخ هناك. 


فون براون محاطاً بضباط سلاح الطيران النازي

وافقت القيادة الأمريكية على هذه الشروط، وبذلك انتقل المهندس فيرنر فون براون مع فريق عمله إلى أميركا ونقلت معهم كل الرسومات والنماذج التي كان فون براون قد أخفاها مع قرب انتهاء الحرب في أحد الكهوف، بالمقابل تم غض الطرف عن كونه عضواً سابقاً في الحزب النازي، وحاصلاً على وسام صليب الاستحقاق الحربي من أدولف هتلر شخصياً، كما تم غض الطرف عن تورطه في سوء معاملة اسرى الحرب الذين كان يتم استخدامهم في تصنيع الصواريخ، وقد مات كثير منهم من الجوع والإجهاد وبسبب الظروف الغير الإنسانية التي كانوا يضطرون للعمل تحتها. 

في الولايات المتحدة حصل فون بروان على الجنسية الأمريكية وتم مسح كل تاريخه الأسود، فقد كان ذكاؤه وصفاته القيادية أموراً هامة للغاية للأمريكيين الذين كانوا يسعون للتفوق على السوفييت في مجال الصواريخ البالستية التي كانت ضرورية لهم في كل من سباق التسلح والسباق إلى الفضاء. 


فون براون مع الرئيس كيندي 

التقى فون براون بمعظم الرؤساء الأمريكيين الذي عاصرهم، وقد كان له دور بارز في إرسال أول إنسان إلى سطح القمر عام 1969، وفي عام 1975 حصل على قلادة العلوم الوطنية، بالإضافة إلى عدة جوائز وأوسمة أخرى، وإلى جانب عمله العلمي قدم فون براون في الخمسينات مع والت ديزني برنامجاً موجهاً للأطفال حول علوم الفضاء.

توفي فون براون عام 1977 في ولاية فرجينيا الأمريكية بمرض السرطان عن 65 عاماً، بعد حياة حافلة تحول فيها بكثير من الانتهازية من نازي متحمس وضع قدراته العلمية في خدمة آلة الحرب النازية، إلى أحد الشخصيات الأساسية في وكالة ناسا وفي مجال صناعة الصواريخ الأمريكية. 


فون براون بين علماء ناسا خلال إطلاق المركبة أبولو 11 التي حملت أول إنسان إلى سطح القمر عام 1969

فون براون مع والت ديزني الذي قدم معه برنامجاً تلفزيونياً موجهاً للأطفال عامي 54-55

شاهد أيضاً :

الجمعة، 23 فبراير 2018

يهود السينما المصرية بين الحقيقة والتجني !


كاميليا

مجدداً يتصدى الأستاذ أشرف غريب رئيس التحرير السابق لمجلة الكواكب والأمين العالم الحالي لمركز الهلال للتراث الصحفي للأفكار الشائعة حول نجوم الفن في مصر، وقد اختار هذه المرة موضوعاً مثيراً للجدل ذو أبعاد سياسية وتاريخية، حيث قرر التحقيق في الأساطير التي تحيط بالممثلين اليهود في مصر، وذلك من خلال مؤلفه الجديد الذي حمل عنوان "الممثلون اليهود في مصر"، وقد صرح أشرف غريب أن تدقيق تاريخ الممثلين اليهود في مصر كان عبارة عن مهمة شبه مستحيلة، والسبب في ذلك هو ندرة المعلومات وانتشار الكثير المغلوط منها بين الناس وحتى في الوسط الفني.

وبخلاف ما هو شائع، فإن عدد الممثلين اليهود حتى عقد الأربعينيات الذي أمكن للكتاب حصره، يوازي إن لم يتجاوز عدد الممثلين الأقباط على مدى تاريخ الفن في مصر، بل أن عددهم في بعض الفرق المسرحية، كفرقتي جورج أبيض وسلامة حجازي كان يفوق مثيله من المسلمين، وتتضمن كل فصول الكتاب إشارات إلى صعوبة تقصي الحقائق عن هؤلاء الممثلين والممثلات، ورغم ذلك فإن الكاتب أصر على السعي للكشف عن التاريخ الحقيقي لهؤلاء وذلك على حسب قوله : "باعتبارهم جزءاً من الحركة الفنية في بلادنا يجب أن يوضع في حجمه الطبيعي دون إفراط في تقدير حجم هذا الدور كما يفعل مناصرو إسرائيل أو تفريط فيه كما اعتاد الباقون".

وقد كانت نكبة فلسطين وقيام الكيان الصهيوني عام 1948 نقطة فاصلة في تاريخ الممثلين اليهود في مصر، حيث يقول الكتاب : "منذ أن غيبت السياسة والأطماع العنصرية الممثل اليهودي عن المشهد الفني في مصر، ومع مرور السنين، أصبح الغموض مسيطراً على أي حديث عن هؤلاء، وباتت المغالطات والأخطاء هي السائدة لدى معظم من تصدوا للكتابة حول تاريخ الفنانين اليهود في مصر".

راقية إبراهيم 


ويعتقد أشرف غريب أن السياسة لعبت دورا في اختفاء المعلومات عن الفنانين اليهود في مصر، حيث يقول : "ربما تم إخفاء المراجع الدقيقة عن علاقة اليهود بالفن في مصر والعالم العربي لأسباب تتعلق بالحساسية السياسية التي صاحبت الصراع العربي الإسرائيلي حتى أن نجمة كبيرة في حجم راقية إبراهيم لا أحد يعرف عنها شيئاً حقيقياً متفقاً عليه منذ غادرت مصر عام 1954".

ومن بين المغالطات الشائعة التي يفندها الكتاب يهودية النجم عمر الشريف، حيث يكشف خطأ هذا الاعتقاد ويؤكد أن عمر الشريف كان مسيحياً مارونياً، وتحول إلى الإسلام مطلع الخمسينيات عند اقترانه بفاتن حمامة، ما أغضب والده وأصابه بمرض السكري.

كما راج في مصر اعتقاد أن الممثلة والراقصة اليونانية كيتي التي اتُهمت بالتخابر لصالح إسرائيل كانت يهودية، غير أنها كانت في الواقع مسيحية كاثوليكية، وقد غادرت مصر بصورة طبيعية منتصف الستينيات عائدة إلى بلادها اليونان، وذلك بحسب ما أكده للكاتب الملحق الثقافي اليوناني السابق في القاهرة، وصديقتها الفنانة نجوى فؤاد.

وبحسب الكتاب فإن معظم  الممثلين اليهود حرصوا على تغيير اسمائهم، فراشيل إبراهام أصبحت راقية إبراهيم، وليليان فيكتور كوهين أصبحت كاميليا، وهينريت كوهين غيرت اسمها إلى بهيجة المهدي، وتوجو مزراحي إلى أحمد المشرقي، ونظيرة موسى شحادة إلى نجوى سالم، ويضيف شارحاً السبب وراء ذلك : "الأسباب لم تكن دينية أو اجتماعية أو حتى سياسية، بل لأسباب فنية تستهدف السعي للبحث عن اسم شهرة أكثر سهولة".

سعاد زكي


ويكشف الكتاب عن أنه من بين كل الممثلين اليهود الذين عرفتهم مصر، لم يهاجر منهم إلى إسرائيل سوى ثلاث ممثلات وهن : سرينا إبراهيم أخت الممثلة نجمة إبراهيم، وجراسيا قاصين شقيقة الممثلة صالحة قاصين ، وكذلك المطربة والممثلة سعاد زكي، ويضيف مؤكدا : "أن كل من نجمة وصالحة تبرأتا من اختيهما وظلتا ترفضان الحديث عنهما بعد هجرتهما، بينما عاشت سعاد زكي حياة قاسية بعد هجرتها وذلك بعد أن كانت واحدة من ألمع مطربات عصرها في مصر".

وبالنسبة إلى ليلى مراد يقول الكتاب أن فرعاً من أسرتها هاجر إلى إسرائيل منذ أكتوبر تشرين أول 1949، وقد ظل هذا الفرع حتى وفاتها لا يعترف بإسلامها، بل بذل محاولات مضنية للتواصل معها وإقناعها بالهجرة إلى إسرائيل والعودة إلى ممارسة الطقوس اليهودية ، لكنهم اعترفوا بأنهم لم يجدوا منها سوى الصد، ويضيف الكتاب أن الأكثر دهشة هو أن أولاد عمومة ليلى مراد المقيمين في إسرائيل لا يعترفون بإسلام ابنيها أشرف أباظة وزكي فطين عبد الوهاب، وينتظرون عودتهما إلى أرض الميعاد على حد تعبيرهم، وذلك رغم أن كلا من أشرف وزكي مولودان من أبوين مسلمين !

ليلى مراد

ويحقق الكتاب الروايات الشائعة حول اضطهاد الحكومة المصرية بعد ثورة تموز يوليو 1952 للممثلين اليهود، ويضرب مثالاً بما تردد عن دور حكومة الثورة في الترويج لوجود علاقة بين الملك فاروق والفنانة اليهودية كاميليا، حيث يؤكد الكتاب أن العلاقة كانت قائمة بالفعل ولم تقم حكومة الثورة بأي دور في استغلال العلاقة لتشويه سمعة الملك وإثبات أنه كان فاسداً.

وحتى سنوات قريبة ظلت الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن أن الفنانة اليهودية نجوى سالم لم تعتنق الإسلام بل ماتت يهودية وأنها كانت تميل إلى إسرائيل. غير أن الكتاب يسرد أدلة عديدة على أنها ماتت مسلمة، ولم يمنعها أصلها اليهودي من أن تؤدي دورا وطنياً نالت عنه احتراماً وتقديراً شمل تكريماً من الرئيس الراحل أنور السادات بسبب دورها الداعم للجيش المصري خلال حرب تشرين الأول أكتوبر 1973.

وفي الختام يؤكد الكاتب إنه لم يكن معنياً بأن يلبس أحداً من الممثلين اليهود في مصر ثوب البطولة أو ينزع عن غيره وطنيته، ويوضح أن هدفه هو الحقيقة فقط ولا شيء غيرها في هذا الملف الذي يحيط به الكثير من الغموض، وهو يرى أن هؤلاء الممثلين الآن فى ذمة التاريخ أمام المصريين والعرب الذين ربما يسمعون أسماء بعض هؤلاء الممثلين اليهود للمرة الأولى .

شاهد أيضاً :

الأربعاء، 24 يناير 2018

تجارة العبيد والجواري في مصر القرن التاسع عشر !




عرفت مصر تجارة الرقيق منذ عهد الفراعنة، وهي تجارة ظلت موجودة ومزدهرة بشكل متواصل حتى مطلع القرن العشرين، حيث كان العبيد يجلبون من مناطق مختلفة، فالعبيد البيض كانوا يجلبون من جورجيا والقوقاز ومناطق الشركس، أما السود فكانوا يجلبون من دارفور وكردفان وجنوب السودان.

"إنهُ واحد من أهم المشاهد التى تستحق الزيارة"، هكذا قال السير بارتل فرير، عضو البرلمان البريطاني عن سوق الرقيق بالقاهرة حين زارها عام 1834، وقد تركزت تجارة الرقيق في عهد محمد علي وخلفائه من بعده في وسط القاهرة، حيث كان لها وكالات خاصة مثل وكالة المحروقي والسلحدار.


لوحة "سوق الرقيق" للرسام الفرنسي المستشرق جان ليون جيروم (1824-1904)

وكان من المعتاد أن يتم الكشف على الرقيق من كلا الجنسين وهم عرايا، وقد يبالغ الشاري في الفحص فيجري بعض الاختبارات الغريبة، خصوصًا بالنسبة للجواري اللاتي كن يتعرَّضن لتفرس المشترين ونظراتهم، وهن في حالة من العرى والبؤس، فلا يسترهن سوى قطعة صغيرة من القماش معقودة حول الوسط، أو شال معلق فوق أكتافهن، فكن يستسلمن بهدوء لعبث أيدي المشترين والبائعين الفاحصة ونظراتهم التي لا ترحم.

وقد كانت الجواري توضع في حريم المشتري مدة ثلاثة أيام هي عبارة عن فترة اختبار، تظل خلالها تحت مراقبة نساء الحريم، وفي النهاية يقدمن تقريرًا عنها، فإما أن يقبلها المشتري في حريمه أو يردها إلى التاجر إن وجد عيباً بها كأن تكون كثيرة النوم، أومصابة بمرض ما، وبالمقابل كان للتاجر الحق في عدم قبول رد الجارية إذا ما انقضت مهلة الثلاثة أيام، أو إذا كان الشاري قد عاشر الجارية خاصة إذا ما كانت عذراء.


تاجر الرقيق جالساً على دكته يدخن "الشبك" وبجواره الجواري افترشن الأرض في انتظار قدوم المشترين

وكان "الجلابة" وهم تجار الرقيق يجلسون بالقرب من رقيقهم  يدخنون "الشبك" في فتور ولامبالاة ظاهرين، إلى أن يأتي أحد المشترين، فيطيل النظر في الرقيق ويتفحصهم، ثم يبدأ في مساومة التاجر على الثمن، وقد يستعين التاجر أو المشتري أحيانًا بسماسرة الرقيق الذين يعملون على تقريب وجهات النظر بين الطرفين حتى تتم الصفقة، ثم يحصل السمسار على عمولة معلومة من التاجر والمشتري.

وفي عام 1855 أصدر الوالي سعيد باشا قراراً يعطي الحرية لكل الجواري والعبيد الموجودين بمصر والراغبين -باختيارهم- ترك خدمة سادتهم، لكن العمل بهذا القانون لم يدخل حيز التنفيذ فظل حبراً على ورق واستمرت تجارة العبيد تجري بنفس النشاط.


لوحة أخرى تمثل سوق الرقيق بالقاهرة للرسام الفرنسي مكسيم داستوغ (1851-1909)

وحين تولى الخديوي اسماعيل السلطة عام 1863 بدأ العمل جدياً على تحرير الرقيق وإبطال الرق، فحارب تجارة الرق، وعمل على تحرير الرقيق الموجودين في مصر، إلا أنه واجه معارضة شديدة وتعنتًا من الأغنياء ورجال الدين الذين كانوا ينظرون إلى محاولات إبطال الرق على أنها تحدٍّ وتعدٍّ على الشريعة الإسلامية والعرف السائد.

ورغم جهود الحكومة لمحاربة الرق إلا أن التجارة ظلت قائمة وإن تحولت من الأسواق العامة إلى داخل البيوت والأماكن البعيدة عن رقابة الحكومة، كما حدث عام 1894 عندما اشترى علي باشا شريف رئيس المجلس التشريعي وبعض الأعيان مجموعة من الجواري السود من الجلابة الذين تسللوا إلى مشارف القاهرة عند سفح الأهرامات.


"تذكرة حرية" صادرة عن "قلم عتق الرقيق" عام 1904 

ومطلع القرن العشرين عرفت مصر شكلاً جديداً من تجارة الرقيق، تمثلت في قيام بعض النخاسين بخطف الفتيات القاصرات الأوروبيات وبيعهن في مصر إلى القوادين والعاملين في مجال الدعارة، وقد ذكر القنصل البريطاني بالقاهرة اللورد كتشنر أنه تم القبض على 74 تاجرًا و843 فتاة قاصرة من الأوروبيات والتركيات في عام 1913 وحده، وقد ظل هذا الشكل من تجارة الرقيق نشيطاً حتى صدور قرار الحكومة المصرية بإلغاء البغاء في أواخر العهد الملكي. 

شاهد أيضاً: 

الاثنين، 22 يناير 2018

كلماتهم الأخيرة !


المناضل الأممي تشي جيفارا الذي أعدمته السلطات المحلية في بوليفيا عام 1967 قال للجندي البوليفي الذي كان مكلفاً بإعدامه: "أطلق النار أيها الجبان .. فأنت لن تقتل سوى رجل"

آخر كلمات الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر قبل وفاته عام 1980 كانت موجهة إلى شريكة حياته سيمون دي بوفوار حيث قال لها : "أحبك جداً، عزيزتي دي بوفوار"

المغنية الفرنسية داليدا تركت قبل انتحارها عام 1987 رسالة قالت فيها : "سامحوني .. الحياة لم تعد تحتمل"

المغني الجامايكي بوب مارلي الذي مات عام 1981 وهو في الـ 36 من عمره بعد إصابته بمرض السرطان، قال قبل وفاته : "المال لا يشتري الحياة"

المنجم الفرنسي الشهير نوستراداموس أطلق قبل وفاته عام 1566 نبوئته الأخيرة فقال : "غداً حين تشرق الشمس لن أكون موجوداً في هذا العالم"

آخر كلمات ملكة فرنسا ماري أنطوانيت قبل إعدامها بالمقصلة عام 1793 كانت موجهة للجلاد الذي قام بإعدامها حين داست على قدمه عن طريق الخطأ وهي تصعد إلى منصة الإعدام فقالت له : "المعذرة يا سيدي"

آخر ما قاله العالم البريطاني السير اسحق نيوتن مكتشف قانون الجاذبية قبل وفاته عام 1727 : "لا أعرف كيف أبدو للعالم، ولكن كما أرى نفسي فأنا كطفل يلعب على شاطئ البحر، ويعثر بين الحين والآخر على حصاة ملساء أو صدفة أجمل من المعتاد، بينما الحقيقة ممتدة أمامي كمحيط عظيم لم أكتشف منه شيئاً"

الفنان والعالم الموسوعي الإيطالي ليوناردو دافنشي قال قبل وفاته عام 1519 : "لقد أخطأت بحق الله والناس لأن عملي لم يكن بالجودة التي كان ينبغي أن يكون عليها"

آخر كلمات امبراطور فرنسا نابوليون بونابرت وهو على فراش الموت في منفاه بجزيرة سان هيلانه عام 1821 كانت : "فرنسا .. جيشي .. قائد الجيش .. جوزيفين"

توفي الكاتب البريطاني السير كونان دويل مبتكر شخصية شارلوك هولمز الشهيرة عام 1930 عن 71 عاماً، وقد إلتفت حين أحس بدنو أجله إلى زوجته وقال لها: "أنت رائعة" ثم قبض على صدره ومات.

آخر كلمات القائد العربي خالد بن الوليد وهو على فراش الموت عام 642 كانت : "لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة من سيف أو طعنة من رمح، وها أنا ذا أموت على فراشي .. حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء"

شاعر العرب الكبير أبو الطيب المتنبي مات مقتولاً عام 965، وتقول القصة أنه حين حاصره أعداؤه وكانوا أكثر عدداً منه حاول الفرار فقال له أحد مواليه : كيف تفر وأنت القائل الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم ؟ فرد عليه المتنبي قائلاً : "ويحك قتلتني" وكانت تلك آخر كلماته.

مؤسس المملكة العربية السعودية عبد العزيز آل سعود خاطب ولديه وهو على فراش الموت عام 1953 قائلاً : "فيصل سعود أخوك، سعود فيصل أخوك .. لا حول ولا قوة إلا بالله"، ومن سخرية القدر أنه وبعد وفاة ابن سعود بنحو عقد من الزمان قاد فيصل انقلاباً داخل الأسرة المالكة قام بموجبه بعزل أخيه سعود وإرساله إلى المنفى.

مؤسس وزعيم الحزب السوري القومي الإجتماعي أنطون سعادة والذي أعدمته السلطات اللبنانية عام 1949، تحدث قبل إعدامه للكاهن المكلف بسماع اعترافه الأخير قائلاً : "لا يهمني كيف أموت ، بل من أجل ماذا أموت، لا أعد السنين التي عشتها  بل الأعمال التي نفذتها، هذه الليلة سيعدمونني أما أبناء عقيدتي فسينتصرون وسيجيء انتصارهم انتقاماً لموتي ، كلنا نموت ، ولكن قليلين منا يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة،  يا خجل هذه الليلة من التاريخ"

شاهد أيضاً: 

الأحد، 14 يناير 2018

جورج ميلييس الساحر الذي ابتكر الخدع السينمائية !


شخصية جورج ميلييس كما ظهرت في فيلم "هيوغو" عام 2011 

في العقد الأخير من القرن التاسع عشر أطلق الشقيقان الفرنسيان لويس وأوغست لوميير فن السينما، وقد كانت الأفلام التي صنعها الأخوان لوميير بسيطة التركيب، حيث كان تكتفي بتصوير بعض الأحداث الواقعية دون تدخل في الخلفية الزمانية أو المكانية للفيلم. 

لذلك فإن كان الأخوان لوميير قد ابتكرا تقنية التصوير والعرض السينمائي، فإن جيلاً تلاهم من المخرجين والمصورين السينمائيين هو من وضع الأسس العملية لتصوير الأفلام الروائية كما نعرفها اليوم، وفي طليعة هؤلاء يأتي الفرنسي جورج ميلييس الذي يعتبر بحق الأب الروحي لتقنية المونتاج وفن الخدع البصرية. 

ولد ميلييس في باريس عام 1861 لأسرة من الصناعيين الأغنياء، لكن ولعه بالسحر وألعاب الخفة جعله يشتري مسرحاً صغيراً عام 1888، حيث عكف على تصميم حيل سحرية جديدة ومبتكرة كانت السبب في اقبال الناس على مسرحه بشكل واسع. 

جورج ميلييس في شبابه

وفي عام 1895 كان ميلييس واحداً ممن حضروا العرض السينمائي الأول للأخوين لوميير، وقد عرض عليهم شراء أو استئجار ماكينة السينماتوغراف التي قاما باختراعها ليستخدمها في عروضه السحرية، فرفضا ذلك، لكنه استطاع بعد فترة قصيرة أن يشتري ماكينة عرض سينمائية من شركة "أديسون" الأمريكية، وراح يعرض الأفلام في مسرحه، وفي العام التالي 1896 قرر أن يقوم بتصوير الأفلام بنفسه، وفي هذه الأفلام المبكرة ظهر لأول مرة ما ندعوه اليوم بالمونتاج، وقد حدث هذا بمحض الصدفة، فذات يوم كان يقوم بتصوير حركة المرور في ساحة الأوبرا بباريس، وأثناء ذلك اصاب الكاميرا عطل بسيط اوقفها عن العمل مدة دقيقة، وعندما أصلحها واستأنف التصوير، ثم شاهد ما صوره لاحقاً، لاحظ أن صور بعض الأشياء تتبدل بشكل غريب فالباص يختفي وتحل محله سيارة اسعاف، والرجال يتحولون الى نسوة، وهكذا قرر أن يجرب هذه الطريقة في فيلم أسماه "السيدة المختفية" قام فيه بإخفاء بطلة الفيلم مستخدماً حيلة القطع.

وقد أدت معرفة ميلييس العميقة بالتصوير الفوتوغرافي الثابت وخبرته في التصوير السينمائي الى اكتشافه طرقاً جديدة تقوم فيها الكاميرا نفسها بالحيل، ومن بين هذه الطرق مزج اللقطات وخاصيتي الظهور والاخفاء، كما قام بتوظيف تكنيك التصوير الفوتوغرافي في لقطة متلاشية الأطراف، والتصوير على أرضية سوداء، وهذه الأساليب تعبر عما كان يعنيه ميلييس عندما قال : "في السينما يمكنك أن تصنع المستحيل".

جورج ميلييس في أحد أفلامه

 في عام 1897 قام ميلييس  ببناء استوديو سينمائي متكامل مجهز بكل ما يحتاج اليه من مناظر، وفي هذا الاستوديو امكنه أن يطبق مقولته في صنع المستحيل، فراح يصور الأحداث والوقائع التاريخية كما لو كانت حية تجري الآن.

سنة 1902 قدم ميلييس واحداً من أفضل افلامه وأكثرها شهرة على الإطلاق "رحلة إلى القمر" المأخوذ عن رواية "من الأرض إلى القمر" للكاتب الفرنسي الشهير جول فيرن، ويعتبر هذا الفيلم بحق أول فيلم خيالي علمي في تاريخ السينما العالمية، حيث تدور قصته حول رحلة يقوم بها مجموعة من العلماء الى القمر ذهاباً واياباً. 

قام ميلييس بتوسيع استديو التصوير الخاص به حتى غداً نموذجاً لما سوف تكون عليه استديوهات التصوير الضخمة في هوليوود لاحقاً، واستمر في صناعة الأفلام حتى عام 1914 عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى، والتي مثلت بداية الانحدار لسينما ميلييس، فاهتمام الرأي العام اتجه نحو ميادين المعارك وتغير المزاج العام لرواد السينما، ولم تعد أفلام ميلييس الهزلية والخيالية تعجب الجمهور أوتلقى ما كانت تلقاه قبل الحرب من حفاوة، فاضطر ميلييس لإغلاق مسرحه وبعد سلسلة من النكسات الفنية والمالية أعلن إفلاسه عام 1923 ولم يبق له سوى أصول أفلامه التي أحرق معظمها في ساعة غضب، ثم اختفى تماماً عن المسرح العام. 

فيلم "رحلة إلى القمر"

بعد سنوات من الاختفاء اكتشف الصحفي ليون دروهوت بالصدفة مكان ميلييس، وهو عبارة عن كشك متواضع لبيع الدمى والحلوى، وبعد حملة اعلامية مكثفة قام بها دروهوت سلطت الأضواء من جديد على ميلييس فأعيد إليه اعتباره كواحد من رواد صناعة السينما في فرنسا والعالم، حيث منح راتباً تقاعدياً وبيتاً مريحاً في ضواحي باريس سكن فيه حتى وفاته عام 1938 بعد إصابته بمرض السرطان.

طوال مسيرته السينمائية قدم ميلييس نحو 500 فيلم وصل إلينا نصفها فقط، وفي عام 2011 قدم مارتن سكورسيزي فيلماً بعنوان "هيوغو" والذي قدم فيه الممثل بن كينغسلي دور جورج ميلييس في إطار فانتازيا سينمائية جميلة نالت إعجاب الجمهور وأعادت شخصية ميلييس إلى الشاشة مطلع الألفية الثالثة بعد نحو 75 عاماً على رحيله. 

جورج ميلييس

شاهد أيضاً:

الأحد، 17 ديسمبر 2017

بالصور : أطول واقصر الرجال والنساء في العالم !



بحسب موسوعة جينس للأرقام القياسية فإن أطول رجل في العالم هو الأمريكي روبيرت وادلو (1918-1940) الذي كان يبلغ طوله 2.72 متراً ووزنه 199 كيلو غراماً، وقد عرف بلقب "عملاق إلينوي"، وقد تسبب له طوله ووزنه بمشاكل صحية عديدة أدت لوفاته المبكرة عن 22 عاماً فقط.





أما أقصر رجل في العالم فهو النيبالي شاندرا بهادور دانغي (1939-2015) حيث كان يبلغ طوله 54.6 سنتمتراً ووزنه 12  كيلو غراماً فقط ! وقد توفي عام 2015 عن 75 عاماً بعد إصابته بمرض ذات الرئة.





أما بالنسبة للنساء فأطول امرأة في العالم هي الصينية زينغ جينليان (1964-1982) حيث بلغ طولها 2.48 متراً ووزنها 138 كيلوغراماً، وقد توفيت وهي في السابعة عشرة من عمرها فقط !


أما أقصر امرأة في العالم فهي الهندية جيوتي أمجي (مواليد 1993) حيث يبلغ طولها 64 سنتمتراً ووزنها 5 كيلوغرامات فقط ! 




شاهد أيضاً :